كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 1)

٣٩ - . . . ابن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلمي، عن عبد الله بن مسعود، قال: قدم وفد الجن على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا محمد! اِنْهَ أُمتَّك أن يستنجوا بعظم أو رَوْثة أو حُمَمَة؛ فإن الله عز وجل جعل لنا فيها رزقًا، قال: فنهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك.
• حديث ضعيف
أخرجه الدارقطني (١/ ٥٥ - ٥٦)، والبيهقي (١/ ١٠٩)، والبغوي في شرح السُّنَّة (١/ ٣٦٦/ ١٨٠).
قال الدارقطني: "إسناد شامي ليس بثابت".
وقال البيهقي: "إسناد شامي غير قوي".
وقال الحازمي: "لا يعرف متصلًا إلا من حديث الشاميين، وهو على شرط أبي داود" [البدر المنير (٢/ ٣٥١)].
وقال النووي في المجموع (٢/ ١٣٦): "هذا الحديث ضعيف"، وذكره في فصل الضعيف من الخلاصة (٣٧٧).
لكن أخرج الطبراني في مسند الشاميين (٢/ ٣٧/ ٨٧٢)، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي: ثنا محمد بن مصفى: ثنا بقية، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلمي، عن عبد الله بن مسعود، قال: قدم وفد الجن ... الحديث.
وليس هذا من حديث الأوزاعي في شيء: بقية بن الوليد: يدلس ويسوي عن الكذابين والمجهولين، وقد عنعنه، وتفرد به عن الأوزاعي [التهذيب (١/ ٤٩٥)، الميزان (١/ ٣٣١)].
وشيخ الطبراني: قال الذهبي "شيخ للطبراني غير معتمد" [الميزان (١/ ٦٣)، اللسان (١/ ١٠٤)].
وعليه: فالحديث إنما يعرف بإسماعيل بن عياش ولا متابع له، والله أعلم.
ومع كون ابن عياش إنما ضُعِّف في روايته عن غير أهل الشام وأما روايته عنهم فمستقيمة، مع ذلك فلم يحتج بهذا الإسناد الدارقطني ولا البيهقي مع كونه إسنادًا شاميًّا.
فإن لم يكونا قد أعلاه بابن عياش، فقد أعلاه بمخالفة أهل الشام في روايتهم لرواية أهل الكوفة وهم أعلم بابن مسعود من غيرهم؛ كما سيأتي بيانه.
• ولم ينفرد أهل الشام بذلك بل تابعهم عليه أهل مصر.
وقبل أن نستطرد بذكر رواية أهل مصر؛ فقد يقال بأن لإسناد ابن عياش علة أخرى، وهي أن عبد الله بن فيروز الديلمي الشامي لا يعرف له سماع من ابن مسعود [انظر:

الصفحة 126