كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 1)
وقال أبو حاتم وأبو زرعة: "هذا حديث ليس بقوي" [العلل (١/ ٤٤/ ٩٩)] وسينقل بتمامه إن شاء الله في موضعه.
وقال أبو حاتم أيضًا: "لم يلق أبو زيد: عبد الله" [المراسيل (٩٦٧)].
وتصرف أبي داود في سننه يدل على تضعيفه وإنكاره له؛ فقد أخرج بعده ما يعارضه من قول ابن مسعود في ليلة الجن: "ما كان معه منا أحد".
وقال الترمذي: "وإنما رُوي هذا الحديث عن أبي زيد عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبو زيد: رجل مجهول عند أهل الحديث، لا تعرف له رواية غير هذا الحديث".
وقال ابن المنذر: "وضعف هذا الحديث غير واحد من أصحابنا، وقالوا: حديث ابن مسعود لا يثبت؛ لأن الذي رواه أبو زيد وهو: مجهول، لا يعرف بصحبة عبد الله، ولا بالسماع منه، ولا يجوز ترك ظاهر الكتاب وأخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - لرواية رجل مجهول، مع أن علقمة قد أنكر أن يكون عبد الله مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن"، وتبعهما ابن قدامة في المغني (١/ ٢٤).
وقال ابن حبان في أبي زيد: "يروي عن ابن مسعود ما لم يتابع عليه، ليس يُدرى من هو، لا يعرف أبوه ولا بلده، والإنسان إذا كان بهذا النعت ثم لم يرو إلا خبرًا واحدًا خالف فيه الكتاب والسُّنَّة والإجماع والقياس والنظر والرأي يستحق مجانبته فيها ولا يحتج به"، وانظر نفيه لشهود ابن مسعود ليلة الجن: صحيح ابن حبان (١٤/ ٦٣١٩/٢٢٤).
وقال ابن عدي: "وهذا الحديث مداره على أبي فزارة عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث عن ابن مسعود، وأبو فزارة مشهور واسمه: راشد بن كيسان، وأبو زيد مولى عمرو بن حريث: مجهول، ولا يصح هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو خلاف القرآن، وقد رواه ابن لهيعة عن حبيش [كذا، ولعله: حنش] عن أبي هبيرة عن ابن عباس عن ابن مسعود شبه من هذا المتن، وهو غير محفوظ أيضًا"، وقال في الموضع الأول: "وأبو فزارة: راشد بن كيسان، وأبو زيد مولى عمرو بن حريث: مجهول، والحديث ضعيف لأجل أبي زيد هذا".
وقال الدارقطني في السنن (١/ ٧٦): "وقيل: إن ابن مسعود لم يشهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن، كذلك رواه علقمة بن قيس وأبو عبيدة بن عبد الله وغيرهما عنه: أنه قال: ما شهدت ليلة الجن"، ثم قال (١/ ٧٧) بعد رواية علقمة عن ابن مسعود في عدم شهوده ليلة الجن: "هذا الصحيح عن ابن مسعود"، وقال في العلل (٥/ ٣٤٧): "والصحيح: ما رُوي عن ابن مسعود أنه لم يشهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن، والله أعلم".
وضعف ابن حزم هذا الحديث في مواضع كثيرة من المحلى منها (١/ ٢٠٤) و (٢/ ١٨٩) و (٥/ ٧٥) و (٨/ ٤٦٦) و (٩/ ٣٤٦) و (١٠/ ١٦ و ٣٦٧) وقال في بعضها بأنه خبر مكذوب.
وقال البيهقي في المعرفة (١/ ١٤٠ - ١٤١): "وأما حديث ابن مسعود ... فقد رُوي
الصفحة 130
424