كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 1)

وهذا يقتضي رد كل الروايات التي تثبت شهود ابن مسعود ليلة الجن، وكذا رد كل التفاصيل التي اشتملت عليها هذه الروايات.
وهذا تضعيف مطلق مجمل لكل هذه الروايات بدون الخوض في تفاصيل أسانيدها، وإن كان بعضها يبدو متماسكًا إلا إنه عند التحقيق لا يلبث أن تتهاوى دعائمه، والله أعلم.
• نرجع مرة أخرى إلى رواية داود بن أبي هند، فقد اختلف عليه:
١ - فرواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى [بصري، ثقة. التقريب (٥٦٢)]، وعلي بن عاصم [واسطي، صدوق يخطئ ويصر. التقريب (٦٩٩)]، وعدي بن عبد الرحمن الطائي [ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات من رواية ثلاثة عنه ثم قال: "روى الزبيدي عنه عن داود بن أبي هند نسخة مستقيمة"، لكن يعكر عليه قول ابن أبي حاتم: "فسألت أبي عن الزبيدي هذا من هو؟ فقال: هو سعيد بن عبد الجبار الزبيدي. قال أبو محمد: سعيد بن عبد الجبار هذا هو الذي قدم الري: ضعيف، وسعيد بن عبد الجبار أبو شيبة: قوي"، التاريخ الكبير (٧/ ٤٥)، الجرح والتعديل (٧/ ٣)، الثقات (٧/ ٢٩١)، والراوي عنه هنا هو الزبيدي هذا سعيد بن عبد الجبار: ضعيف، كان جرير يكذبه. التقريب (٣٨٢)].
فأدرج ثلاثتهم: عبد الأعلى وعلي وعدي، قول الشعبي المرسل: "وسألوه الزاد ... " في الحديث.
أخرجه مسلم (٤٥٠/ ١٥٠)، وأبو نعيم في مستخرجه (٢/ ٦٩/ ٩٩٦)، وابن خزيمة (٨٢)، وابن حبان (١٤/ ٤٦١/ ٦٥٢٧)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٠٤)، والبيهقي (١/ ١١ و ١٠٨ - ١٠٩)، والبغوي في تفسيره (٤/ ١٧٤)، والخطيب في الفصل (٢/ ٦٢١ و ٦٢٢ و ٦٢٦)، والذهبي في السير (١٤/ ٣٩١).
وتابعهم: حفص بن غياث [كوفي، ثقة فقيه تغير حفظه قليلًا في الآخر. التقريب (٢٦٠)] فاختصر الحديث واقتصر على آخره المدرج، فرواه مسندًا مرفوعًا، عن داود، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا نستنجوا بالروث ولا بالعظام؛ فإنه زاد إخوانكم من الجن".
أخرجه الترمذي (١٨)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام" (١٧)، والنسائي في الكبرى (١/ ٣٩/٧٢)، وابن أبي شيبة في المصنف (١/ ١٤٣/ ١٦٤٩)، وفي المسند (١٩٧)، والبزار (٥/ ٣٧/ ١٥٩٨)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ١٢٤)، والشاشي (١/ ٣٣٧/ ٣١٦)، وابن حزم في المحلى (١/ ١٤)، والخطيب في الفصل (٢/ ٦٣٢ - ٦٣٤)، والبغوي في شرح السُّنَّة (١/ ٣٦٣ - ٣٦٤/ ١٧٨)، وابن الجوزي في التحقيق (١/ ١٢٥/ ١٠٩).
قال الدارقطني في التتبع (٢٣٥): "ووهم فيه حفص".
وقال الترمذي: "وكأن رواية إسماعيل أصح من رواية حفص بن غياث".

الصفحة 134