كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 1)
[سنن البيهقي (١/ ١٠٣)، المعرفة (١/ ٢٠٠/ ١٣٩)، الخلافيات (٣٦١)].
وقال أيضًا: "ولا أرى سفيان حفظ هذا؛ لأنه قد خالفه غير واحد، ... " [الخلافيات (٢٨٢)].
وقال البيهقي: "هكذا قال سفيان: "أبو وجزة" وأخطأ فيه، إنما هو أبو خزيمة واسمه عمرو بن خزيمة" [المعرفة (١/ ٢٠٠)].
تبقى الرواية الأولى والأخيرة وكلاهما محفوظ، يدل على ذلك أمور:
منها: أن سفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد القطان وعبد الله بن المبارك قد رووه بالإسنادين جميعًا في مجلس واحد، مما يدل على أنه كان عند هشام عن أبيه مرسلًا، وعن عمرو بن خزيمة متصلًا، وإن كان ابن عيينة قد وهم في كنيته، أو في تعيينه، فلا يضر ذلك أصل المسألة [وانظر: التمهيد (٢٢/ ٣٠٩)].
ومنها: أن هشام بن عروة من الحفاظ الذين يحتمل منهم تعدد الأسانيد، لسعة مروياتهم، وكثرة شيوخهم.
ومنها: أن كلا الإسنادين قد رواه عنه ثقات أصحابه المقدمين فيه.
وقد سأل الترمذيُّ البخاريَّ عن هذا الاختلاف فقال: "الصحيح ما روى عبدة ووكيع، وحديث مالك عن هشام بن عروة [عن أبيه] عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: صحيح أيضًا، وأبو معاوية أخطأ في هذا الحديث إذ زاد فيه: عن عبد الرحمن بن سعد".
وقال ابن أبي حاتم: "سئل أبو زرعة عن اختلاف الرواة في خبر هشام بن عروة في الاستنجاء؟
ورواه وكيع وعبدة، عن هشام بن عروة، عن عمرو بن خزيمة، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه خزيمة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاثة أحجار ليس فيها رجيع".
ومنهم من يقول: عن هشام بن عروة، عن من حدثه عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟
فقال أبو زرعة: الحديث حديث وكيع وعبدة" [علل بن أبي حاتم (١/ ٥٤ - ٥٥/ ١٣٩)].
وقال ابن عبد البر: "وروى ابن المبارك عن هشام بن عروة الحديثين جميعًا، فدل على أنهما حديثان، وبان به ذلك، والحمد لله" [التمهيد (٢٢/ ٣٠٩)].
وانظر: تحفة الأشراف (٣/ ١٢٤ - ١٢٦) مع النكت الظراف.
• وممن وهم في إسناد هذا الحديث أيضًا:
أ- إسماعيل بن عياش: فقد رواه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه خزيمة بن ثابت، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من استطاب بثلاثة أحجار ليس فيهن رجيع كن له طهورًا".
أخرجه الطبراني (٣٧٢٩)، وانظر: تحفة الأشراف.
الصفحة 150
424