كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 1)

قلت: آفته مبشر بن عبيد، وإن كان من فوقه ومن دونه متكلم فيه، إلا أن مبشرًا هذا رماه أحمد وابن حبان والدارقطني بالوضع [التهذيب (٨/ ٣٦)، الميزان (٣/ ٤٣٣)، التقريب (٩١٩) وقال: "متروك، ورماه أحمد بالوضع"]؛ فهو حديث باطل.
• وإسناد حديث خزيمة: رجاله ثقات، غير أبي خزيمة عمرو بن خزيمة فإنه لم يرو عنه سوى هشام بن عروة، وذكره ابن حبان في الثقات [التاريخ الكبير (٦/ ٣٢٧)، الجرح والتعديل (٦/ ٢٢٩)، الثقات (٧/ ٢٢٠)، التهذيب (٦/ ١٤٠)، الميزان (٣/ ٢٥٨)، التقريب (٧٣٤)، وقال: "مقبول من السادسة"].
فالإسناد ضعيف؛ لجهالة عمرو بن خزيمة، إلا أنه يشهد له: حديث سلمان وأبي هريرة وابن مسعود وأبي أيوب وجابر؛ فهو حسن بشواهده، والله أعلم.
وفي الباب أيضًا، ولا يصح:
١ - عن ابن عباس:
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قضى أحدكم حاجته فليستنج بثلاثة أعواد، أو ثلاثة أحجار، أو بثلاث حثيات من التراب".
أخرجه متصلًا مرفوعًا، ومرسلًا، وموقوفًا: ابن أبي شيبة (١/ ١٤٢/ ١٦٣٩)، والدارقطني (١/ ٥٧ و ٥٨)، والبيهقي في السنن (١/ ١١١)، وفي المعرفة (١/ ١٩٤/ ١٢٩)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٣٣٠ - ٣٣١/ ٥٤١).
قال الدارقطني: "لم يسنده غير المضري، وهو: كذاب متروك [قلت: هو: أحمد بن الحسن بن أبان المضري الأُبُلِّي: كذاب، يضع الحديث. اللسان (١/ ٤٢٦)]، وغيره يرويه عن أبي عاصم، عن زمعة، عن سلمة بن وهرام، عن طاوس مرسلًا، ليس فيه: عن ابن عباس، وكذلك رواه عبد الرزاق وابن وهب ووكيع وغيرهم: عن زمعة.
ورواه ابن عيينة، عن سلمة بن وهرام، عن طاوس قوله، وقال: سألت سلمة عن قول زمعة أنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يعرفه [وفي الإتحاف (٧/ ٢٥١/ ٧٧٦٣): فأنكره] ".
وقال البيهقي: "ولا يصح وصله ولا رفعه".
٢ - عن أنس:
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الاستنجاء بثلاثة أحجار، وبالتراب إذا لم تجد حجارة، ولا يُستنجى بشيء قد استنجي به مرة".
أخرجه ابن عدي في الكامل (١/ ٢٠٢ و ٢٧١) و (٥/ ١٧٤)، ومن طريقه: البيهقي (١/ ١١٢).
بأسانيد إلى أنس، وهو حديث موضوع.
٣ - عن أبي أمامة:
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يُطهِّر المؤمن ثلاثة أحجار، والماء طَهور [وفي رواية: والماء أطهر] ".

الصفحة 152