كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 1)

أخرجه الطبراني في الأوسط (٩/ ١٤٣/ ٩٣٦٣)، قال: حدثنا هارون بن سليمان [مجهول الحال. الإكمال (٢/ ٢٦٠)، تاريخ الإسلام (٢١/ ٣١٧)، مجمع الزوائد (٤/ ٧٢)]: نا زهير بن عباد: نا سلام الطويل به.
قال الطبراني: "لا يُروى هذا الحديث عن ابن عمر عن عبد الله بن سلام إلا بهذا الإسناد، تفرد به زهير بن عباد".
قلت: زهير: صدوق يخطئ [اللسان (٣/ ٥٢٨)، التهذيب (١/ ٦٣٥)، تاريخ دمشق (١٩/ ١٠٨)]، لكن آفته سلام الطويل، وزيد العمي، فالإسناد واهٍ، وهو حديث باطل بهدا الإسناد.
• ورواه بعضهم فجعله من مسند محمد بن عبد الله بن أُبي بن سلول: أخرجه ابن منده في الصحابة. وأبو نعيم في معرفة الصحابة (١/ ١٩٩/ ٧٠٤).
وإسناده ساقط، قال ابن منده: "غريب، لا يعرف إلا من حديث جعفر بن عبد الله السالمي، عن الربيع بن بدر، عن راشد الحماني، وأن الثلاثة ضعفاء" [وفي العبارة تصحيف أصلحته]، وقال أبو نعيم: "صوابه محمد بن عبد الله بن سلام، وقد تقدم، وهم فيه جعفر" [وانظر: أسد الغابة (٥/ ٩٥)، الإنابة (٢/ ١٦٣)، الإصابة (٦/ ٢٠)].
• وباستثناء الضعيف [الطريق الثانية]، والشاذ [الطريق الثالثة]، يبقى لنا الترجيح بين الطريق الأولى، والطريق الرابعة، فيقال بأن كلًّا من سيار أبي الحكم وداود بن أبي هند: بصري ثقة ثبت.
وعليه: فالحمل فيه على شهر فإن فيه ضعفًا، وكان يضطرب في هذا الحديث، وقد يقال بأن شهرًا كان ينشط أحيانًا فيسنده إلى محمد بن عبد الله بن سلام، وأحيانًا يرسله.
ولما سئل الدارقطني عن حديثه ذكر الاختلاف فيه ولم يقض فيه بشيء [العلل (٨/ ٣٣٤)]، وكذا البخاري في تاريخه، وقال ابن عبد البر في الاستيعاب (٣/ ١٣٧٤): "ويختلف في إسناد حديثه هذا، ومنهم من يجعله مرسلًا".
وأما أبو زرعة الرازي فقال: "الصحيح عندنا -والله أعلم-: عن محمد بن عبد الله بن سلام قط، ليس فيه: عن أبيه" [علل ابن أبي حاتم (١/ ٤٣/ ٩٢)]، فالله أعلم.
٣ - وأما حديث عويم بن ساعدة:
فيرويه أبو أويس: ثنا شرحبيل بن سعد، عن عويم بن ساعدة الأنصاري أنه حدثه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاهم في مسجد قباء فقال: "إن الله تبارك وتعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم، فما هذا الطهور الذي تطهرون به؟ " قالوا: والله! يا رسول الله ما نعلم شيئًا؛ إلا أنه كان لنا جيران من اليهود فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط، فغسلنا كما غسلوا.
أخرجه ابن خزيمة (١/ ٤٥/ ٨٣)، والحاكم (١/ ١٥٥)، وأحمد (٣/ ٤٢٢)، وابن جرير (١٧٢٤٥)، والطبراني في الكبير (١٧/ ١٤٠/ ٣٤٨)، وفي الأوسط (٦/ ٨٩/ ٥٨٨٥)،

الصفحة 164