كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 1)

عمارة الذارع الجرمي القسام: قال فيه الإمام أحمد: "شيخ"، وقال ابن معين وأبو حاتم: "ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العقيلي: "في حديثه اضطراب"، وعدَّ الدارقطني هذا الحديث من أوهامه، وعدَّه ابن حجر من أغلاطه [تاريخ ابن معين للدوري (٤/ ٣١٦/ ٤٥٧٤)، الجرح والتعديل (٧/ ٤)، ضعفاء العقيلي (٣/ ٣٧٠)، الثقات (٧/ ٢٩٢)، تاريخ أسماء الثقات (١٠٧٢)، علل الدارقطني (١٢/ ١٣٠/ ٢٥٢٠)، الأنساب (٤/ ٤٩٦)، اللسان (٤/ ١٨٥)]، والمعروف في هذا عن قتادة: ما رواه أثبت الناس فيه: شعبة وابن أبي عروبة.
٥ - ورواه إسماعيل بن مسلم المكي، عن الحسن وقتادة، عن أنس، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول إذا دخل الخلاء: " [بسم الله]، اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم".
وفي رواية: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا دخل أحدكم الخلاء فليقل: اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الخبث والخبائث".
أخرجه البزار (١٣/ ٢٢٠/ ٦٧٠٢)، وابن جرير الطبري في التفسير (٨/ ٣٢)، والطبراني في الأوسط (٨/ ٣٤٥/ ٨٨٢٥)، وفي الدعاء (٣٦٥)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (١٨).
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحسن عن أنس إلا إسماعيل بن مسلم".
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الحسن وقتادة إلا إسماعيل بن مسلم، تفرد به: عبد الرحيم بن سليمان"، قلت: تابعه: عبد الرحمن بن محمد المحاربي عند الطبري.
وخالفهما: علي بن مسهر، وأبو معاوية الضرير، وعبد الله بن نمير [وهم ثقات]: فرووه عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن أنس به، ولم يذكروا قتادة فيه.
ذكره الدارقطني في العلل (١٢/ ١٣٠/ ٢٥٢٠).
وخالفهم: محمد بن فضيل [صدوق]: حدثنا إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاء قال: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم".
أخرجه ابن فضيل في الدعاء (٣٧).
قلت: وهذا اضطراب من إسماعيل بن مسلم المكي في إسناد هذا الحديث ولفظه، وهو: ضعيف، عنده عجائب، ويروي عن الثقات المناكير [العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٣٥٢/ ٢٥٥٦)، ضعفاء العقيلي (١/ ٩٢)، الكامل (١/ ٢٨٣)، التهذيب (١/ ١٦٧)].
وقد تابع ابن فضيل على الوجه الأخير مرسلًا، وهو المحفوظ عن الحسن:
هشام بن حسان [ثقة، من أصحاب الحسن]، عن الحسن؛ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل الخلاء، قال: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الخبيث المخبث الرجس النجس الشيطان الرجيم".

الصفحة 30