كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 1)

قال مغلطاي في شرح سنن ابن ماجه (١/ ١١٤): "وهذا حديث: إسناده ضعيف؛ للجهل بحال راويه أبي زيد؛ فإنه لم يرو عنه غير عمرو، وينضم إلى جهالته: انقطاع حديثه؛ فيما ذكره العسكري: من أن معقلًا مات في أيام النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا كان كذلك؛ فيكون حديثه عنه منقطعًا؛ لأنه ليس صحابيًّا، ولا ذكره منهم أحد؛ فتعين انقطاع حديثه"، وقال أيضًا: "ولم أر أحدًا -فيما أعلم- تعرض لمعرفة حاله"، وقال أيضًا: "وليس بكاف سكوت أبي داود عنه، ... ، وكذا سكوت المنذري عنه" [وانظر: فيض القدير (٦/ ٣٤٣)].
وقال الذهبي في الكنى (٢/ ٨٩): "لم يصح".
وقال في تهذيب السنن الكبرى للبيهقي (١/ ٩٨/ ٣٨٧) في أبي زيد هذا: "لا يدرى من هو".
وقال ابن حجر في الفتح (١/ ٢٤٦): "وهو حديث ضعيف؛ لأن فيه راويًا مجهول الحال".
وقال الصنعاني في سبل السلام (١/ ٧٨): "وهو حديث ضعيف، لا يقوى على رفع الأصل".
وقال الشوكاني في السيل الجرار (١/ ٦٩): "وفي إسناده: أبو زيد، الراوي له عن معقل، وهو: مجهول؛ فلا تقوم به حجة، ولم يرِد في بيت المقدس غيره".
قلت: وهو كما قالوا؛ فإن أبا زيد هذا لم يرو عنه سوى عمرو بن يحيى، قال عنه ابن المديني: "ليس بالمعروف" وقال في التقريب (١١٥٠): "مجهول" [وانظر: الاستغناء (٧١٨)، فتح الباب (٢٩١٩)، كنى مسلم (٣٩٤)، التهذيب (١٠/ ١١٦)].
وبهذا تعرف ضعف ما ذهب إليه النووي في المجموع (٢/ ٩٩) حين قال في هذا الحديث: "وإسناده جيد، ولم يضعفه أبو داود".
• ومتنه منكر بذكر القبلتين، والمعروف في الأحاديث الصحيحة بذكر القبلة على الإفراد.
• ووجدت له شاهدًا -ولا يصح أيضًا-:
يرويه: عبد الله بن نافع [منكر الحديث]، عن أبيه، قال: سمعت عبد الرحمن بن عمرو العجلاني [وفي رواية: عبد الله بن عمرو العجلاني] يحدث ابن عمر، عن أبيه، أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- ينهى أن يُستقبل شيءٌ من القبلتين بغائط أو بول.
أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (١/ ١٥٣)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٤/ ٦٥/ ٢٠١١)، والطبراني في الكبير (١٧/ ١٢/ ١)، وابن عدي في الكامل (٤/ ١٦٥)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٤/ ١٩٩٨/ ٥٠١٧)، وابن بشكوال في الغوامض (٢/ ٦٨٦)، وعلقه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٦/ ٢٧٠).
وانظر أيضًا: الكامل لابن عدي (٤/ ١٦٥)، المطالب العالية (٢/ ١٦٩).
قال ابن السكن: "لم يرو عمرو هذا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- غير هذا الحديث، وهو مما ينفرد به: عبد الله بن نافع".

الصفحة 34