كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 1)

والطحاوي (١/ ٨٥)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (٨٧١)، وأبو القاسم الحامض في المنتقى من الجزء الأول من حديثه (١٩)، وابن الأعرابي في المعجم (٢/ ١٧٥٧/٨٥٢)، وابن قانع في المعجم (٣/ ٥٩)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٣٢٩/ ٧٧٩)، والدارقطني في حديث أبي الطاهر الذهلي (٦٩).
وقتادة: ثقة ثبت، من أعلم أصحاب الحسن، وهو فيه مقدم على جرير بن حازم وأضرابه، لكنه خالف من هو أثبت منه في الحسن وأطول صحبة وأكثر عددًا، قال أبو زرعة: "يونس أحبُّ إليَّ في الحسن من قتادة" [الجرح والتعديل (٩/ ٢٤٢)، التهذيب (٤/ ٤٧١)، وانظر: الجرح (٧/ ١٣٤)]. ولا يُعلَم للحسن سماع من المهاجر بن قنفذ.
ويحتمل أن يقال فيه: كلا الوجهين محفوظ عن الحسن، وكلٌّ حدَّث بما سمع، وهذا أولى عندي من توهيم قتادة؛ إذ هو من أحفظ الناس، وقدَّمه بعضهم في الحسن على بقية أصحابه، فإن قيل: لعل قتادة أُتي فيه من قبل التدليس، فيقال: قد رواه شعبة عن قتادة وقد كفانا تدليسه.
وعلى هذا يقال بأن الحسن كان ينشط أحيانًا فيذكر الحضين بن المنذر في الإسناد مع الزيادة في المتن، وأحيانًا يسقط الحضين فيرسله عن المهاجر ويختصر المتن، وهو الغالب عليه، والله أعلم.
وعليه تبقى علة هذا الإسناد في عدم ثبوت الاتصال والسماع بين الحضين والمهاجر، ولمتنه علة أخرى:
• وقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٢/ ١٦٣/ ١٤٢): "وحديث المهاجر ليس فيه للتيمم ذكر".
قلت: الثابت في الأحاديث الصحيحة أنه - صلى الله عليه وسلم - تيمم ثم رد السلام، كما في حديث ابن عمر المتقدم (١٦) -رواية ابن الهاد-، وكما في حديث أبي الجهيم:
فقد روى عبد الرحمن بن هرمز الأعرج قال: سمعت عميرًا مولى ابن عباس قال: أقبلت أنا وعبد الله بن يسار -مولى ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - - حتى دخلنا على أبي جهيم بن الحارث بن الصِّمَّة الأنصاري، فقال أبو جهيم: أقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - من نحو بئر جملٍ، فلقيه رجلٌ فسلَّم عليه، فلم يردَّ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -[السلام]، حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه ويديه، ثم ردَّ عليه السلام.
أخرجه مسلم (٣٦٩) معلقًا. ووصله: البخاري (٣٣٧)، وأبو عوانة (١/ ٢٥٧/ ٨٨٨)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (١/ ٤٠٥/ ٨١٤)، وأبو داود (٣٢٩)، والنسائي (١/ ١٦٥/ ٣١١)، وابن خزيمة (١/ ١٣٩/ ٢٧٤)، وابن حبان (٣/ ٨٥/ ٨٠٥)، وابن الجارود (١٢٧)، وأحمد (٤/ ١٦٩) و (٥/ ٤٥٦) [ساقط من الميمنية]. وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢/ ٧٣/ ٧٦٨) و (٤/ ١٩٣/ ٢١٧٥)، والدولابي في الكنى (١/ ٦٥/ ١٥١)، والطحاوي (١/ ٨٥ و ٨٦)، وابن قانع (٢/ ١٨٧) و (٣/ ١٣٠)، وأبو أحمد الحاكم في

الصفحة 57