كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 1)

الكنى (٣/ ١٨٦ و ١٨٧)، والدارقطني (١/ ١٧٦ و ١٧٧)، وابن حزم في المحلى (٢/ ١٢١ و ١٥٥)، والبيهقي في السنن (١/ ٢٠٥)، وفي المعرفة (١/ ٢٨٣ - ٢٨٤/ ٣٠٧)، وفي الخلافيات (٢/ ٥١٠/ ٨٥٠)، وابن الجوزي في التحقيق (١/ ٢٣٦/ ٢٨٠)، وابن الأثير في أسد الغابة (٦/ ٦٤)، والحافظ رشيد الدين يحيى بن علي في غرر الفوائد (١) وقال: "هكذا أخرجه مسلم في صحيحه مقطوعًا، وهو حديث صحيح ثابت متصل في كتاب البخاري وغيره"، والمزى في التهذيب (٢٢/ ٣٨٢)، وغيرهم.
وممن وهم في هذا الحدبث:
أ- أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث: رواه عن الليث، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، به إلا أنه قال: "فمسح بوجهه وذراعيه" بدل "ويديه".
أخرجه الدارقطني (١/ ١٧٦)، والبيهقي في السنن (١/ ٢٠٥)، وفي المعرفة (٣٠٨).
وقد خالف أبو صالح -على ما فيه من ضعف- أصحاب الليث، مثل ابنه شعيب ويحيى بن بكير وغيرهما، على أنه رواه مرة أخرى -عند ابن الجارود وابن أبي عاصم- مثل رواية الجماعة.
قال ابن رجب في فتح الباري (٢/ ٣٩): "وأبو صالح تغير بآخره وقد اختلف عليه في لفظه، ورواية يحيى بن بكير أصح، قال الخطابي: حديث أبي الجهيم في مسح الذراعين لا يصح. يعني: لا يصح رواية من روى فيه مسح الذراعين"، وقول الخطابي هذا في أعلام السنن (١/ ٣٤٥).
وقال ابن حجر في الفتح (١/ ٥٢٧): "والثابت في حديث أبي جهيم أيضًا بلفظ "يديه" لا "ذراعيه" فإنها رواية شاذة مع ما في أبي الحويرث وأبي صالح من الضعف".
ورواه أيضًا: محمد بن إسحاق وابن لهيعة عن الأعرج به، مثل رواية الجماعة؛ فدل ذلك على شذوذ قول من قال: "وذراعيه".
ب- ورواه ابن لهيعة [وهو: ضعيف]، عن الأعرج، قال: سمعت عمير بن عبد الله يحدث عن عبد الله بن يسار -مولى ميمونة-، عن أبي الجهيم الأنصاري قال: ... فذكره بنحوه.
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في الطهور (٦١)، قال: ثنا حسان بن عبد الله المصري [ثقة]، عن ابن لهيعة به.
ووهم فيه ابن لهيعة بزيادة عبد الله بن يسار في الإسناد، وقد رواه مرة أخرى مثل الجماعة -عند أحمد-.
ج- ورواه أبو عصمة نوح بن أبي مريم [متروك، ذاهب الحديث جدًّا، كذَّبه غير واحد. التهذيب (٨/ ٥٥٨)] عن موسى بن عقبة، عن الأعرج، عن أبي جهيم قال: أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بئر جملٍ، إما من غائطٍ أو من بول، فسلَّمتُ عليه، فلم يردَّ عليَّ السلام، فضرب الحائط بيده ضربةً، فمسح بها وجهه، ثم ضرب أخرى فمسح بها ذراعيه إلى المرفقين، ثم ردَّ عليَّ السلام.

الصفحة 58