كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 1)

العوام بن حوشب بما لا يتابع عليه؛ حتى قال ابن عدي: "ولا أعلم أنه يروي عن غير العوام أحاديث، وعامة ما يرويه غير محفوظ" [الكامل (٤/ ٢١٥)].
والراوي عنه: زيد بن الحريش: قال ابن حبان: "ربما أخطأ"، وقال ابن القطان: "مجهول الحال" [اللسان (٢/ ٦٢٥)].
٣ - وأما حديث أنس:
فيرويه أبو جعفر الرازي، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تنزهوا من البول، فإن عامة عذاب القبر منه".
أخرجه الدارقطني (١/ ١٢٧)، ومن طريقه: ابن الجوزي في التحقيق (٤١٥).
وأبو جعفر الرازي: صدوق سيئ الحفظ [التقريب (١١٢٦)].
قال الدارقطني: "المحفوظ مرسل".
قلت: لعله بذلك يشير إلى قول أبي حاتم فيما رواه حبان بن هلال [بصري، ثقة ثبت]، وحرمي بن عمارة [بصري، صدوق]، وإبراهيم بن الحجاج السامي [بصري، ثقة]، عن حماد بن سلمة، عن ثمامة بن أنس، عن أنس به مرفوعًا، قال أبو حاتم: "حدثنا أبو سلمة [يعني: موسى بن إسماعيل المنقري: ثقة ثبت] عن حماد عن ثمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: مرسل، وهذا أشبه عندي".
وخالفه في ذلك أبو زرعة فقال: "المحفوظ عن حماد: عن ثمامة عن أنس، وقصَّر أبو سلمة" [العلل (١/ ٢٦/ ٤٢)].
قلت: قول أبي زرعة أشبه بالصواب، فالذين وصلوه جماعة من ثقات أصحاب حماد بن سلمة، ومن أهل بلده أيضًا، والزيادة من جماعة الثقات مقبولة.
وهذا إسناد صحيح إلى أنس.
٤ - وأما حديث عائشة:
فترويه جسرة، قالت: حدثتني عائشة قالت: دخلَتْ عليَّ امرأةٌ من اليهود، فقالت: إن عذاب القبر من البول، فقلت: كذبتِ، فقالت: بلى، إنا لنقرِضُ منه الجلد والثوب، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة وقد ارتفعت أصواتنا، فقال: "ما هذا؟ " فأخبرته بما قالت، فقال: "صدقت" فما صلى بعدَ يومئذٍ إلا قال في دبر الصلاة: "رب جبريل وميكائيل وإسرافيل! أعذني من حر النار، وعذاب القبر".
فهو حديث منكر، مخرج في أحاديث الدعاء برقم (٦١٨).
٥ - وأما حديث عبادة:
فأخرجه البزار (٧/ ١٣٨/ ٢٦٨٨ - البحر الزخار) قال: حدثنا خالد بن يوسف بن خالد، قال: أخبرنا أبي، قال: حدثني عمر بن إسحاق بن يسار، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه، عن جده قال: سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البول؟ فقال: "إذا مسكم شيء فاغسلوه فإني أظن أن منه عذاب القبر".

الصفحة 80