كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 1)

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبادة إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أن عمر بن إسحاق أسند عن عبادة بن الوليد إلا هذا الحديث".
قلت: هو باطل من حديث عبادة بن الصامت.
عمر بن إسحاق بن يسار: هو أخو محمد صاحب السيرة، ليس بقوي [انظر: اللسان (٦/ ٤٣ و ٦٩)]، والراوي عنه: يوسف بن خالد السمتي: تركوه، وكذبه ابن معين وأبو داود، واتهمه ابن حبان بالوضع، وقال البخاري: "سكتوا عنه"، وقال الفلاس: "يكذب" [التهذيب (٩/ ٤٣٢)] الميزان (٤/ ٤٦٣)]، والراوي عنه: ابنه خالد: وهو ضعيف [اللسان (٢/ ٤٨٠)].
٦ - وأما حديث معاذ:
فأخرجه الطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٤٨/١٢٤) من طريقين عن رشدين بن سعد، عن موسى بن أيوب، عن عبد الله بن حذيم، عن معاذ بن جبل، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يستنزه من البول، وبأمر أصحابه بذلك.
قال معاذ: إن عامة عذاب القبر من البول.
وفي روايةٍ: عبد الله بن حريث بدل عبد الله بن حذيم.
وإسناده ضعيف جدًّا؛ رشدين بن سعد: ضعيف، والراوي عن معاذ: عبد الله بن حذيم، ويقال: عبد الله بن حريث، قال الهيثمي في المجمع (١/ ٢٠٩): "ولم أر من ذكره"، قلت: ولا يعرف له سماع من معاذ بن جبل مع تقدم وفاته.
٧ - وأما حديث ميمونة بنت سعد:
فيرويه عثمان بن عبد الرحمن، عن عبد الحميد بن يزيد، عن آمنة بنت عمر بن عبد العزيز، عن ميمونة بنت سعد أنها قالت: أفتنا يا رسول الله مِمَّ عذاب القبر؟ قال: "من أثر البول؛ فمن أصابه بول فليغسله، فإن لم يجد ماءً فليمسحه بتراب طيب".
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٦/ ٢١٧/ ٣٤٤٩) مطولًا. والطبراني في الكبير (٢٥/ ٣٧/ ٦٨).
وإسناده ضعيف جدًّا، انظر الكلام على هذا الإسناد تحت الحديث الآتي برقم (٢٢٧).
٨ - وأما مرسل الحسن:
فأخرجه هناد في الزهد (١/ ٢١٨/ ٣٦١) قال: حدثنا وكيع، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن مرسلًا بلفظ: "استنزهوا ... ".
ورواه من طريق وكيع به أيضًا: ابن سمعون في أماليه (٢٩٦).
وهذا إسناد ضعيف مع إرساله؛ مبارك بن فضالة: صدوق يدلس ويسوى، ولم يصرح بالسماع.

الصفحة 81