كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 1)

فقد رواه عن عاصم: شعبة، وزيد بن أبي أنيسة، وحماد بن سلمة، وأبو بكر بن عياش، وغيرهم: عنه به هكذا.
وخالفهم: شريك بن عبد الله النخعي [على سوء حفظه] فرواه عن عاصم، عن أبي وائل، عن حذيفة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى سباطة قوم فبال قائمًا ... الحديث.
أخرجه البزار (٧/ ٢٩٦/ ٢٨٩٠)، وابن الأعرابي في المعجم (٣/ ١٠١١/ ٢١٦١).
وقال: "وهذا الحديث إنما يرويه أصحاب عاصم: عن عاصم، عن أبي وائل، عن المغيرة بن شعبة".
قلت: وهو المحفوظ عن عاصم، ووهم عليه شريك.
وأما المحفوظ من حديث أبي وائل: فهو ما رواه حافظا الكوفة منصور والأعمش، وتابعهما: عبيدة بن معتب الضبي [وهو ضعيف اختلط بآخره، استشهد البخاري بمتابعته؛ فهو صالح في المتابعات. التهذيب (٥/ ٤٤٨)، التقريب (٦٥٥)].
وأما حماد بن أبي سليمان، وعاصم بن بهدلة: فهما: صدوقان كثيرا الخطأ والوهم، ولو خالفا الأعمشَ وحده لقُدِّم الأعمشُ عليهما، فكيف وقد انضم إليه من هو أحفظ منه وأتقن: منصور بن المعتمر.
قال شعبة: "قال عاصم يومئذ [يعني: يوم حدثه بهذا الحديث فقال: عن المغيرة]: وهذا الأعمش يرويه عن أبي وائل عن حذيفة، وما حفظه [وفي رواية: وما هو كما يقول الأعمش! ما حدثنا أبو وائل إلا عن المغيرة بن شعبة، فسألت عنه منصورًا [القائل هو شعبة]؛ فحدثنيه عن أبي وائل، عن حذيفة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى سباطة قوم فبمال قائمًا" [انظر: سنن ابن ماجه (٣٠٦)، العلل ومعرفة الرجال (٣/ ١١٩ و ١٢١)].
وقال الإمام أحمد: "منصور والأعمش أثبت من حماد وعاصم" [العلل ومعرفة الرجال (٣/ ١٢١/ ٤٥١١)].
وقد تقدم قول الترمذي في الجامع: "وحديث أبي وائل عن حذيفة: أصح".
وقال في العلل الكبير (٧): "والصحيح: ما روى منصور والأعمش".
وقال البيهقي: "كذا رواه عاصم بن بهدلة وحماد بن أبي سليمان عن أبي وائل عن المغيرة. والصحيح: ما روى منصور والأعمش عن أبي وائل عن حذيفة. كذا قاله أبو عيسى الترمذي وجماعة من الحفاظ".
وقال ابن أبي حاتم: "قلت لأبي وأبي زرعة: حديث الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة أصح، أو حديث عاصم عن أبي وائل عن المغيرة؛
قال أبي: الأعمش أحفظ من عاصم.
قال أبو زرعة: الصحيح حديث عاصم عن أبي وائل عن المغيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" [العلل (١/ ١٤/ ٩) وراجعه ففيه كلام طويل].

الصفحة 86