كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 1)

ضابط. التقريب (٤٠٣)]، ومحمد بن عبد الله الأنصاري [هو ابن المثنى: ثقة. التقريب (٨٦٥)].
أخرج حديثهم: الترمذي في الشمائل (٣٦٩)، وابن خزيمة (٦٥)، وأبو عوانة (٣/ ٤٧٤ و ٤٧٥/ ٥٧٥٠ و ٥٧٥١)، وابن سعد (٢/ ٢٦٠ و ٢٦١).
فهي زيادة ثابتة محفوظة بلا ريب.
إلا أن الحديث بهذه الزيادة المحفوظة لا يشهد لحديث أميمة بنت رقيقة.
فقد دل حديث عائشة أنه - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك عند اشتداد المرض عليه - صلى الله عليه وسلم -، بخلاف حديث أميمة الذي يدل على كونه كان يفعله على سبيل العادة وفي حال الصحة.
وفي حديث عائشة أنه بال في طست، وأما في حديث أميمة أنه كان يبول في قدح من عيدان؛ يعني: من خشب.
وحديث عائشة: واقعة حال لا عموم لها، بخلاف حديث أميمة الدال على الديمومة والاستمرار باستعمال كان والفعل المضارع.
وكان أزواجه - صلى الله عليه وسلم - أولى بنقل ذلك عنه - صلى الله عليه وسلم - إن كان من هذا شأنه وعادته.
ثم قد جاءت الدلائل الصحيحة الثابتة على عموم نجاسة بول الآدمي، فإن كان بول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد خُص من ذلك، فيحتاج إثبات ذلك إلى دليل قوي، لا تنفرد به امرأة مجهولة.
فلا يصح حديث في شرب بوله - صلى الله عليه وسلم -، ولا في شرب دمه أيضًا.
• ثم إن حديث أميمة معارض لما رواه الطبراني في الأوسط (٢/ ٣١٢/ ٢٠٧٧) قال: حدثنا أحمد [يعني: ابن يحيى بن زهير التستري] قال: نا إسحاق بن إبراهيم البغوي، قال: نا يحيى بن عباد أبو عباد، قال: نا يونس بن أبي إسحاق، عن بكر بن ماعز، قال: سمعت عبد الله بن يزيد، يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يُنقَع بول في طست في البيت، فإن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه بول يُنقَع، ولا تبولن في مغتسلك".
قال المنذري في الترغيب (١/ ٨٢): "رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن"، وتبعه الهيثمي في المجمع (١/ ٢٥٤)، وجوَّد إسناده العراقي [فيض القدير (٥/ ١٧٧)].
قلت: إسناده حسن غريب؛ رجاله ثقات، غير يحيى بن عباد أبي عباد البصري، وهو صدوق؛ إلا أنه تفرد به وهو بصري، عن يونس الكوفي في كثرة من روي عنه؛ فالله أعلم، ويونس ممن يهم ويخطئ.
• وأما ما رواه عبد الله بن نجي، عن علي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن جبريل قال: "لا ندخل بيتًا فيه بول".
فأخرجه ابن عدي (٤/ ٢٣٤)، وأنكره على ابن نجي، وقال: "وأخباره فيها نظر".
قلت: عبد الله بن نجي: ضعيف، ولم يسمع من علي [التهذيب (٤/ ٥١٤)، وانظر الحديث الآتي برقم (٢٢٧)].

الصفحة 94