كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

وهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات عدا: سعيد بن زياد المكتب المؤذن المدني، روى عنه اثنان وقيل ثلاثة، ذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (٣/ ٣٢٣)، التقريب (٣٧٨) وقال: "مقبول" يعني: حيث يتابع، ولم يتابع عليه عن عثمان التيمي، ولا عن ابن أبي مليكة]، ومن بعده انتقل الإسناد فبعد أن كان مدنيًا صار إسكندرانيًا، فهو إسناد غريب.
• وممن زاد ذكر مسح الأذنين، أو الفصل بين المضمضة والاستنشاق في حديث عثمان:
١ - سعيد بن إياس الجريري، وقد اختلف عليه:
أ- فرواه خالد بن عبد الله الواسطي، عن الجريري، عن عروة بن قبيصة، عن رجل من الأنصار، عن أبيه، قال: كنت قائمًا عند عثمان بن عفان فقال: ألا أنبئكم كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ؟ قلنا: بلى، فدعا بماء فغسل وجهه ثلاثًا، ومضمض واستنشق ثلاثًا، ثم غسل يديه إلى مرفقيه ثلاثًا، ثم مسح برأسه وأذنيه، وغسل رجليه ثلاثًا، ثم قال: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ. أخرجه أحمد (١/ ٧٤).
ج - ورواه يزيد بن هارون، عن الجريري، عن عروة بن قبيصة، عن رجل من الأنصار، عن أبيه: أن عثمان قال: ... فذكره، وفيه: فتمضمض ثلاثًا، واستنثر ثلاثًا ... ثم قال: واعلموا أن الأذنين من الرأس، ثم قال: قد تحريت لكم وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه أحمد (١/ ٦٠ - ٦١)، وابن أبي شيبة (١/ ١٨ و ٢٤/ ٨٠ و ١٦٩)، والدارقطني (١/ ١٠٤ - ١٠٥) مختصرًا.
قال الدارقطني: "رُوي عن عثمان بن عفان من قوله [يعني: الأذنان من الرأس]، وفي إسناده رجل مجهول".
ج - ورواه شداد بن سعيد [صدوق يخطيء. التقريب (٤٣٢)]، عن الجريري، عن حمران، عن عثمان: أنَّه دعا بوضوء، فغسل كفيه ثلاثًا، ومضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل يده اليمنى ثلاثًا، ويده اليسرى ثلاثًا، ومسح برأسه وأذنيه، ثم غسل القدم اليمنى ثلاثًا، وغسل اليسرى ثلاثًا، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ.
أخرجه البزار (٢/ ٨٨/ ٤٤٢)، بإسناد صحيح إلى شداد.
د - ورواه إسماعيل بن علية، وعبد الوارث بن سعيد: عن الجريري، عن أبي عائذ سيف السعدي، عن يزيد بن البراء بن عازب، عن أبيه البراء به نحوه مطولًا، والشاهد منه قوله: "ثم مسح رأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما".
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ١٧٠)، وأحمد في المسند (٤/ ٢٨٨)، وفي العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٤٥٦/ ٢٨١٨)، والروياني (٣٣٣)، والدولابي في الكنى (٢/ ٧٠٦/ ١٢٤٠)، وابن المنذر في الأوسط (١/ ٤٠١/ ٣٩٣)، وأبو نعيم في الحلية (٩/ ٢٢٥).
وكان الجريري قد اختلط، وإسماعيل بن علية وعبد الوارث بن سعيد ممن سمع منه قبل الاختلاط [انظر: الكواكب النيرات (٢٤) وغيرها]، وعليه: فروايتهما هي المحفوظة، ويكون قد حدث الباقين به بعد الاختلاط فخلط فيه كما ترى، والله أعلم.

الصفحة 17