كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

الحاكم (١٤)، تاريخ بغداد (٤/ ١١)]: ثنا يحيى بن بكير: ثنا الليث، عن خالد [هو: ابن يزيد المصري]، عن سعيد به.
قال البيهقي في السنن (١/ ٦٣): "وهو مرسل".
وقال ابن دقيق العيد في الإمام (١/ ٥٤٤): "وهو منقطع فيما بين عطاء بن أبي رباح وعثمان - رضي الله عنه -".
قلت: ورجاله ثقات؛ لكن إسناده غريب إلى عطاء، فهو مكي، ثم مصري، ثم بغدادي، ثم بصري، ثم شيرازي؛ فما أغربه!.
وإنما يعرف هذا من رواية حجاج بن أرطاة بدون هذه الزيادات:
فقد روى حماد بن زيد، وأبو معاوية، وعباد بن العوام، وغيرهم:
عن الحجاج، عن عطاء، عن عثمان، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ، فغسل وجهه ثلاثًا، ويديه ثلاثًا، وغسل ذراعيه ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه، وغسل رجليه غَسلًا. لفظ حماد.
أخرجه ابن ماجة (٤٣٥)، وعبد الله بن أحمد في زيادات المسند (١/ ٦٦ و ٧٢)، وابن أبي شيبة (١/ ١٧ و ٢٢/ ٦٥ و ١٣٣).
وهذا أولى، وإسناده ضعيف؛ لانقطاعه بين عطاء بن أبي رباح وعثمان [انظر: تحفة التحصيل (٢٢٨)]، وحجاج بن أرطاة: ليس بالقوي، يدلس عن الضعفاء والمتروكين، وقد سمع من عطاء.
واختلف فيه على عطاء، انظر: التاريخ الكبير (٦/ ٤٥٦)، مسند أحمد (٢/ ٣٤٨)، سؤالات الآجري (٤٧٨)، علل ابن أبي حاتم (١/ ٦٣/ ١٦٤)، علل الدارقطني (٣/ ٢٨/ ٢٦٣).
• ورواه أيضًا بالفصل بين المضمضة والاستنشاق ثلاثًا ثلاثًا:
٥ - عطاف بن خالد المخزومي، عن طلحة مولى آل سراقة، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، قال: رأيت عثمان بن عفان - صلى الله عليه وسلم - توضأ، فتمضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل يديه ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه واحدة، وغسل رجليه ثلاثًا، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ.
وفي رواية: عن طلحة مولى آل سراقة، قال: رأيت معاوية بن عبد الله بن جعفر يتوضأ، فمضمض واستنشق، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل يديه ثلاثًا، ومسح برأسه، وغسل رجليه ثلاثًا، ثم قال: هكذا رأيت عبد الله بن جعفر يتوضأ، وقال عبد الله بن جعفر: هكذا رأيت عثمان بن عفان يتوضأ، وقال عثمان: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٣٥٠)، والطبراني في الصغير (١/ ٣١٢/ ٥١٥)، وفي الأوسط (٨/ ٢٣٥/ ٨٤٩٩)، وأبو الفضل الزهري في حديثه (٦٣١)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٥/ ٦٠).
قال الطبراني في الصغير: "لم يروه عن عبد الله إلا ابنه، ولا عنه إلا طلحة، تفرد به عطاف".

الصفحة 19