كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

روى شيبان هذا الحديث عليه: أشبه عندنا مما رواه الأوزاعي عليه؛ لأنَّ الأوزاعي ذكر في إسناده شقيق بن سلمة، وشقيق لا نعلمه ممن حدث عنه محمد بن إبراهيم ولا ممن لقيه".
وذكر الاختلاف فيه الدارقطني في العلل (٣/ ٢٥ - ٢٦)، ولم يقض فيه بشيء، وانظر: الطهور لأبي عبيد (٣)، الفتح لابن حجر (١١/ ٢٥٠).
• فإن قيل: قد رواه ابن إسحاق: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي، عن حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان، قال: رأيت عثمان بن عفان دعا بوَضوء وهو على باب المسجد، فغسل يديه، ثم مضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يديه إلى المرفقين ثلاث مرات، ثم مسح برأسه، وأمرَّ بيديه على ظاهر أذنيه، ثم مر بهما على لحيته، ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم قام فركع ركعتين، ثم قال: توضأت لكم كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ، ثم ركعت ركعتين كما رأيته ركع، قال: ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين فرغ من ركعتيه: "من توضأ كما توضأت، ثم ركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه: غفر له ما كان بينهما وبين صلاته بالأمس].
أخرجه أحمد (١/ ٦٨)، والدارقطني (١/ ٨٣).
فيقال: قد أصاب ابن إسحاق في إسناده، وفي متنه إلى قوله: "ثم مسح برأسه"، وزاد بعد ذلك زيادات شاذة من حديث عثمان، مثل: مسح الأذنين واللحية، وغير ذلك من المرفوع، وإن كان في تفرده عن محمد بن إبراهيم التيمي بهذا السياق: نظر، فقد رواه يحيى بن أبي كثير [الثقة الثَّبت] عن التيمي بدون صفة الوضوء، وبلفظ آخر في فضل الركعتين [كما تقدم عند البخاري]، ورواه عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، ونافع بن جبير بن مطعم [وهما: ثقتان مدنيان]، عن معاذ بن عبد الرحمن به بدون صفة الوضوء [كما عند مسلم]، وعليه: فهو شاذ بهذا اللفظ والسياق.
• والحاصل أن حديث عامر بن شقيق هذا: حديث منكر، والله أعلم.
• فإن قيل: له طريق أخرى عن عثمان:
يرويها محمد بن معاوية النيسابوري، قال: نا شعيب بن رزيق، عن عطاء الخراساني، عن سعيد بن المسيب، قال: رأيت عثمان بن عفان توضأ فخلل لحيته، ثم قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ فخلل لحيته.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ٢٢٦/ ٦٢٥٣)، وفي مسند الشاميين (٣/ ٣٢٢/ ٢٤٠٢)، وأبو نعيم في الحلية (٥/ ٢٠٦).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عطاء الخراساني إلا شعيب بن رزيق".
وقال أبو نعيم: "غريب من حديث عطاء، تفرد به شعيب".
قلث: عطاء بن أبي مسلم الخراساني: صدوق يهم كثيرًا يرسل ويدلس [كذا قال في التقريب (٦٧٩)]، وعطاء: خراساني نزل الشام، ففي تفرده بهذا عن سعيد بن المسيب المدني الإمام: نظر.

الصفحة 26