كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

الاستذكار (١/ ١٩٦)، والبغوي في شرح السُّنَّة (١/ ٣٢٤/ ١٥٢)، وفي التفسير (٢/ ١٧ - ١٨).
وانظر: علل ابن أبي حاتم (٢/ ١٨٣/ ٢٠٤٤).
قال البيهقي بعد هذا الحديث: "على هذا اعتمد الشافعي في تكرار المسح، وهذه رواية مطلقة، والروايات الثابتة المفسرة عن حمران تدل على أن التكرار وقع فيما عدا الرأس من الأعضاء، وأنه مسح برأسه مرة واحدة "، ثم أسند إلى أبي داود قوله: "أحاديث عثمان الصحاح كلها تدل على مسح الرأس أنَّه مرة، فإنهم ذكروا الوضوء ثلاثًا، وقالوا فيها: "ومسح برأسه"، ولم يذكروا عددًا، كما ذكروا في غيره"، ثم قال البيهقي: "وقد روي من أوجه غريبة عن عثمان - رضي الله عنه - ذكر التكرار في مسح الرأس؛ إلا أنها مع خلاف الحفاظ الثقات ليست بحجة عند أهل المعرفة، وإن كان بعض أصحابنا يحتج بها".
قال الذهبي في تنقيح التحقيق (١/ ٤٩) متعقبًا ابن الجوزي على ما أورده من روايات من حديث عثمان وعلي والتي فيها ذكر تثليث المسح، قال الذهبي: "الكل لا يصح".
***
١١١ - . . . أبو عوانة، عن خالد بن علقمة، عن عبدِ خيرٍ، قال: أتانا عليٌّ - رضي الله عنه - وقد صلى، فدعا بطَهور، فقلنا: ما يصنع بالطَّهور وقد صلى؟ ما يريد إلا ليعلمنا، فأُتي بإناءٍ فيه ماءٌ وطست، فأفرغ من الإناء على يمينه فغسل يديه ثلاثًا، ثم تمضمض واستنثر ثلاثًا، فمضمض ونثر من الكف الَّذي يأخذ فيه، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يده اليمنى ثلاثًا، وغسل يده الشمال ثلاثًا، ثم جعل يده في الإناء فمسح برأسه مرة واحدة، ثم غسل رجله اليمنى ثلاثًا، ورجله الشمال ثلاثًا، ثم قال: من سره أن يعلم وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، فهو هذا.
• حديث صحيح
في رواية النسائي: "من الكف الَّذي يأخذ به الماء".
أخرجه النسائي (١/ ٦٨/ ٩٢)، وأحمد (١/ ١٥٤)، وابنه في زيادات المسند (١/ ١٤١)، والبزار (٣/ ٤١/ ٧٩٢)، والحسن بن سفيان في الأربعين (١٥)، والآجري في الأربعين (١٥)، والبيهقي (١/ ٥٠ و ٦٨)، والخطيب في الموضح (٢/ ٥٩)، والبغوي في شرح السنَّة (١/ ٣١٥/ ٢٢٢)، والجوزقاني في الأباطيل (٣٢٦).
قال البغوي: "هذا حديث حسن".
وقال الجوزقاني: "هذا حديث صحيح".
قلت: هو حديث صحيح، رجاله ثقات سمع بعضهم من بعض، صححه الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود، والضياء، واحتج به النسائي، وأبو داود.
***

الصفحة 29