كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

وصححه الدارقطني في العلل (٤/ ١٩٢).
وقوله في هذه الرواية: ثم مضمض ثلاثًا، ثم استنشق ثلاثًا، يمكن حمله على إرادة ذكر العدد لكل فعل، ومنها المضمضة والاستنشاق وإن كانا من غرفة واحدة، لكنه أراد أن يبين أنَّه فعل كل واحدة منهما ثلاث مرات، فأوهم الفصل، وليس على ظاهره، وذلك بدليل رواية خالد بن علقمة وهي رواية محكمة تُرَدُّ إليها الرواية المشتبهة، ففي رواية أبي عوانة عن خالد [برقم (١١١)]: فمضمض ونثر من الكف الَّذي يأخذ فيه، وفي رواية زائدة [برقم (١١٢)]: فمضمض واستنشق، ونثر بيده اليسرى، فعل ذلك ثلاث مرات، وفي رواية شعبة [رقم (١١٣)]: ثم مضمض واستنشق بكف واحد ثلاث مرات، وهكذا في غيرها من الروايات عن خالد، والله أعلم.
٢ - عبد الملك بن سلع الهمداني [صدوق. التقريب (٦٢٣)]، عن عبد خير، قال: علَّمنا عليٌّ وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصب الغلام على يديه حتَّى أنقاهما، ثم أدخل يده في الركوة، فمضمض واستنشق، وغسل وجهه ثلاثًا ثلاثًا، وذراعيه إلى المرفقين ثلاثًا ثلاثًا، ثم أدخل يده في الركوة فغمر أسفلها بيده، ثم أخرجها فمسح بها الأخرى، ثم مسح بكفيه رأسه مرة، ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثلاثًا ثلاثًا، ثم اغترف هنية من ماء بكفه فشربه، ثم قال: هكذا كان رسول - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ. لفظ مروان بن معاوية عن عبد الملك، ولفظ عبد الله بن نمير: كنا مع عليٌّ يومًا صلاة الغداة، فلما انصرف دعا الغلام بالطست، فتوضأ ثم أدخل إصبعيه في أذنيه، ثم قال لنا: هكذا رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ.
هذا هو المحفوظ عن عبد الملك، وانفرد ابنه مسهر بزيادات منكرة، مثل تثليث مسح الرأس والأذنين، ومسهر: ليس بالقوي، وقد اضطرب فيه فرواه مرة كالجماعة، ومرة بما انفرد به، وخالفه مروان بن معاوية الفزاري، وهو: ثقة حافظ، فرواه كالجماعة، وكذلك ابن نمير لم يذكر التثليث، وهو: ثقة.
أخرجه النسائي في الكبرى (١/ ١٣٧ - ١٣٨/ ١٦١)، وأحمد (١/ ١١٠)، وابنه في الزيادات على المسند (١/ ١١٣ و ١٢٣ - ١٢٤)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٥ و ٤٢/ ١٧٦ و ٣٩٩)، وأبو عبيد في الطهور (٣٤١)، والدارقطني (١/ ٩٢)، والبيهقي في الخلافيات (١/ ١٢٧٣).
٣ - الحسن بن عقبة أبو كبران [وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: "شيخ يكتب حديثه"، وذكره ابن حبان في الثقات. التعجيل (٢٠٢)]، قال: سمعت عبد خير يقول: قال علي: ألا أريكم وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم توضأ ثلاثًا ثلاثًا.
أخرجه الدارمي (١/ ١٩٠/ ٧٠٢)، وأحمد (١/ ١٢٣)، وابنه عبد الله في الزيادات (١/ ١١٤ و ١٢٤)، وابن أبي شيبة (١/ ١٦/ ٦٠)، والضياء في المختارة (٢/ ٢٨٥/ ٦٦٥ و ٦٦٦).
ولأبي إسحاق السبيعي وإسماعيل السدي عن عبد خير في هذا الحديث لفظ آخر أو هو حديث آخر يأتي الكلام عليه عند الحديث رقم (١٦٢).
***

الصفحة 35