كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

• وقد خالف من تقدم ممن روى الحديث عن هشام جماعة، منهم:
١ - عبد الحميد بن جعفر [صدوق ربما وهم. التقريب (٥٦٤)]، فرواه عن هشام، عن أبيه، عن بسرة بنت صفوان، قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من مس ذكره أو أنثييه أو رُفغيه فليتوضأ].
أخرجه ابن أبي عاصم (٣٢٣٥)، والطبراني في الأوسط (٢/ ١٢٤/ ١٤٥٧) و (٤/ ٢٠٧/ ٣٩٩٢)، وفي الكبير (٥١١)، والدارقطني في السنن (١/ ١٤٨)، وفي العلل (١٥/ ٣٣٠ - ٣٣١)، والبيهقي (١/ ١٣٧)، والخطيب في الفصل (١/ ٣٤٣ - ٣٤٤)، وابن الجوزي في التحقيق (١٧٤).
قال الدارقطني في السنن: "كذا رواه عبد الحميد بن جعفر، عن هشام، ووهم في ذكر الأنثيين والرُّفغ، وإدراجه ذلك في حديث بسرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والمحفوظ: أن ذلك من قول عروة غير مرفوع، كذلك رواه الثقات عن هشام، منهم أيوب السختياني وحماد بن زيد وغيرهما، ثم أخرجه من طريق أيوب وحماد، وتابعه على ذلك وأقره: البيهقي.
وقال في العلل: "وكل من قال هذا عن هشام: وهم في رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن المحفوظ عن هشام: ما قال أيوب السختياني ومالك بن أنس ومن تابعهما: أن ذكر الأنثيين والرفغ من قول عروة، غير مرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا إلى بسرة".
وقال الخطيب في الفصل: "وذكر الأنثيين والرفغين: ليس من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما من قول عروة بن الزبير؛ فأدرجه الراوي في متن الحديث، وقد بين ذلك حماد بن زيد وأيوب السختياني في روايتهما عن هشام".
وقال ابن العربي: "ولم يصح" [العارضة (١/ ١٠١)].
• وقد تابع عبد الحميد على إدراج قول عروة:
محمد بن دينار الأزدي الطاحي [وهو: صدوق سيئ الحفظ. التقريب (٨٤٣)]، رواه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن بسرة مرفوعًا بالزيادة.
أخرجه الطبراني في الكبير (٢٤/ ٥١٦/٢٠٢).
وهذه المتابعة لا تزيد محمد بن دينار إلا وهنًا فقد خالف ثلاثين نفسًا لم يأتوا بهذه الزيادة في المرفوع، فضلًا عمن فصلها من الحفاظ الثقات عن المرفوع، وبين أنها من قول عروة.
والرفغ: واحد الأرفاغ، وهي المغابن من الآباط وأصول الفخذين [تهذيب اللغة (٨/ ١١٤)، تاج العروس (٢٢/ ٤٨٥)، لسان العرب (٨/ ٤٢٩)، الإمام (٢/ ٣٣٠)، النفح الشذي (٢/ ٢٩٧)].
٢ - عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص العمري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ويل للدين يمسون فروجهم ثم يصلون ولا يتوضؤون"، قالت عائشة: بأبي وأمي هذا للرجال أفرأيت النساء؟ قال: "إذا مست إحداكن فرجها فلتتوضأ للصلاة].

الصفحة 350