كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

أخرجه الدارقطني (١/ ١٤٧ - ١٤٨)، ومن طريقه: ابن الجوزي (١٧٩).
وهذا منكر، تفرد به عبد الرحمن العمري هذا عن هشام فخالف جماعة الثقات، وفي مجرد تفرده عنه نكارة؛ فإن العمري هذا: متروك [التاريخ الكبير (٧/ ٧٣٠)، الصغير (٢/ ٢٣٩)، سؤالات الآجري (٣/ ١٠٨)، علل الحديث (٢٦٤٥)، ضعفاء النسائي (٣٧٣)، ضعفاء الدارقطني (٣٣٢)، سنن الدارقطني (١/ ١٤٨)].
قال ابن الملقن في البدر المنير (٢/ ٤٧٥): "هذا الحديث ضعيف، ... ، وقد صح هذا من قولها"، وسيأتي كلام الحاكم.
٣ - أبو المقدام هشام بن زياد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أروى بنت أنيس، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من مس فرجه فليتوضأ".
أخرجه ابن السكن [الإصابة (٧/ ٤٧٨)]. والدارقطني في العلل (١٤/ ٩٩/ ٣٤٤٨)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٦/ ٧٥٢٧/٣٢٧٠)، والبيهقي في الخلافيات (٢/ ٢٧٦/ ٥٥٤).
قال ابن السكن: "لا يثبت، ولم يحدث به عن هشام بن عروة هكذا غير أبي المقدام، وهو: بصري ضعيف".
وقال البيهقي: "هذا خطأ، والصحيح: رواية الجماعة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن بسرة".
وقال الترمذي للبخاري: "قلت: فحديث عروة عن عائشة؟ وعروة عن أروى ابنة أنيس؟ "، فقال البخاري: "ما يُصنع بهذا؟ هذا لا يُشتغل به"، قال الترمذي: "ولم يعبأ بهما" [العلل (٥٢ و ٥٣)].
قلت: هو حديث منكر، لمخالفة هشام بن زياد أبي المقدام أصحاب هشام بن عروة في إسناد هذا الحديث، فإنهم يروونه عن هشام، عن أبيه، عن مروان، عن بسرة، أو: عن هشام، عن أبيه، عن بسرة، وهشام أبو المقدام: متروك [التهذيب (٤/ ٢٧٠)].
قال الحاكم: "جئنا الآن إلى من يعلل هذا الحديث الثابت الصحيح بروايات واهية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها -.
فليُعلم أن هذا وهمٌ ظاهرٌ من عبد الرحمن بن عبد الله العمري ويحيى بن أيوب ومن تابعهما.
وكذلك عن هشام بن عروة عن أبيه عن أروى، رواية هشام بن زياد أبو المقدام، وهو: متروك الحديث.
وهشام بن عروة عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة، رواية داود العطار، وهو واهم فيه.
وهشام بن عروة عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عروة، فيما روى من وجه غير معتمد عن هشام بن عروة.
فجميع هذه الروايات واهية.

الصفحة 351