كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

وقال الطحاوي: "هذا حديث منقطع أيضًا؛ لأن مكحولًا لم يسمع من عنبسة بن أبي سفيان شيئًا".
وقال الخبيلي في الإرشاد (٢/ ٤٦٧): "يقال: إن عنبسة لم يسمعه من أم حبيبة".
وقال النسائي: "لم يسمع من عنبسة شيئًا" [سنن النسائي (٣/ ٢٦٥/ ١٨١٥)، تهذيب الكمال (٢٨/ ٤٧٠)].
وقال الذهبي في المهذب (١/ ١٣٨): "فيه انقطاع".
ومع ما ترى من اتفاق البخاري وأبي حاتم وأبي زرعة على أن مكحولًا لم يسمع من عنبسة، فقد روى الترمذي عن أبي زرعة قوله: "حديث أم حبيبة في هذا الباب صحيح" [الجامع (١/ ١٣٠)].
وروى عنه في العلل (٥٤) قال: "سألت أبا زرعة عن حديث أم حبيبة فاستحسنه، ورأيته كأنه يعده محفوظًا".
وروى ابن عبد البر في التمهيد (١٧/ ١٩١) عن الإمام أحمد: "يقول: في مس الذكر أيضًا: حديث حسن ثابت، وهو حديث أم حبيبة".
وقال أيضًا (١٧/ ١٩٢): "ذكر أبو زرعة الدمشقي قال: كان أحمد بن حنبل يعجبه حديث أم حبيبة في مس الذكر، ويقول: هو حسن الإسناد".
وقال أيضًا: "قال ابن السكن: ولا أعلم في حديث أم حبيبة علة؛ إلا أنه قيل إن مكحولًا لم يسمع من عنبسة".
وقال الخلال في العلل: "صحح أحمد حديث أم حبيبة" [وانظر: المغني (١/ ١١٦)، البدر المنير (٢/ ٤٦٤)].
وقال الحاكم: "وكان يحيى بن معين يثبت سماع مكحول من عنبسة، فإذا ثبت سماعه منه؛ فهو أصح حديث في الباب" [الخلافيات (٢/ ٢٧٥/ ٥٥٣)، البدر المنير (٢/ ٤٦٤)].
فقد اختلفت أقوال الأئمة في هذا الحديث فضعفه البخاري وأبو حاتم، وصححه أحمد وابن السكن، واختلف النقل فيه عن أبي زرعة.
وسبب تضعيف من ضعفه يرجع إلى عدم إثبات سماع مكحول من عنبسة، وقد أثبته دحيم، وهو أعرف بحديث الشاميين، قال ابن عبد البر: "قد صح عند أهل العلم سماع مكحول من عنبسة بن أبي سفيان، ذكر ذلك دحيم وغيره".
ولكن خالفه في إثبات السماع أيضًا اثنان من أئمة أهل الشام: أبو مسهر وهشام بن عمار، قالا: "لم يسمع مكحول من عنبسة بن أبي سفيان" زاد أبو مسهر: "ولا أدري أدركه، أم لا" [السير (٥/ ١٥٧)، تحفة التحصيل (٣١٤ و ٣١٥)].
وأيًّا كان فهو شاهد جيد لحديث بسرة.
• وانظر فيمن وهم فيه على مكحول، فجعله من حديث أبي أيوب:
علل الدارقطني (٦/ ١٢٣/ ١٠٢٣).

الصفحة 357