كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

١١٤ - . . . ربيعة الكناني، عن المنهال بن عمرو، عن زِرِّ بن حُبيش: أنَّه سمع عليًّا، وسُئل عن وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث، وقال: ومسح على رأسه حتَّى لما يقطُر، وغسلى رجليه ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: هكذا كان وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
• إسناده حسن، وأعله أبو حاتم.
أخرجه النسائي في مسند علي [كما في تهذيب الكمال (٩/ ١٣١)]. والضياء في المختارة (٢/ ٧٧/ ٤٥٥)، وأحمد (١/ ١١٠)، وأبو إسحاق الحربي في غريب الحديث (١/ ٣١٧)، والبزار (٢/ ١٨٣ - ١٨٤/ ٥٦١)، وابن أبي حاتم في العلل (١/ ٢١)، والطبراني في الأوسط (٤/ ١١٠/ ٣٧٣٦)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ٢٦٧)، والبيهقي (١/ ٥٨ و ٧٤)، وابن الجوزي في التحقيق (١/ ١٥٠/ ١٣٦ م)، والمزي في التهذيب (٩/ ١٣١).
ساق بتمامه البزار وغيره، ولفظه عنده: وسئل علي عن وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فأهراق الماء في الرحبة، ثم دعا بماء، فقال: أين السائل عن وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فغسل يديه ثلاثًا، ووجهه ثلاثًا، وغسل ذراعيه ثلاثًا، ثم مسح برأسه حتَّى كاد أن يقطر، ثم غسل رجليه ثلاثًا، ثم قال: هكذا كان يتوضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال البزار: "ولا نعلم روى المنهال عن زر عن علي - رضي الله عنه - حديثًا مسندًا إلا هذا الحديث".
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن المنهال بن عمرو: إلا ربيعة الكناني، وهو ربيعة بن عبيد كوفي، وأبو مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري".
قلت: لا تغني متابعة أبي مريم شيئًا، فقد كان: متروكًا، يضع الحديث [اللسان (٥/ ٢٢٦)].
وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث فقال: "إنما يُروى هذا الحديث عن المنهال، عن أبي حية الوادعي، عن علي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو أشبه" [العلل (١/ ٢١/ ٢٨)].
ثم أسنده ابن أبي حاتم فقال: "حدثنا أبي، قال: حدثنا الهيثم بن يمان، قال: حدثنا عمرو بن ثابت، عن المنهال بن عمرو، عن أبي حية بن قيس، عن علي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" [وانظر: النكت الظراف (٧/ ٣٧٣)].
قلت: ورواه أيضًا من طريق عمرو بن ثابت: أبو أحمد الحاكم الكبير في الأسامي والكنى (٤/ ٢٢٨)، والدارقطني في الأفراد (١/ ٢٨٤/ ٤٣١ - أطرافه).
قال أبو أحمد الحاكم: "إن كان محفوظًا".
وقال الدارقطني: "غريب من حديث المنهال بن عمرو عن أبي حية، تفرد به عمرو بن ثابت".
وإذا نظرنا إلى ظاهر الإسنادين ترجح لدينا لأول وهلة رواية ربيعة بن عتبة؛ فإنه

الصفحة 36