كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

وجوَّد ابن المنذر إسناده في الأوسط (١/ ١٣٨)، ثم قال بعد ذلك (١/ ١٤٠): "وقال اْحمد بن حنبل: فيه حديثان صحيحان، حديث البراء، وحديث جابر بن سمرة، وقال إسحاق: قد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك".
وقال البيهقي في المعرفة (١/ ٢٥٤ - ٢٥٥): "وحكى بعض أصحابنا عن الشافعي أنه قال في بعض كتبه: إن صح الحديث في الوضوء من لحوم الإبل قلت به.
وقد صح فيه حديثان عند أكثر أهل العلم بالحديث: أحدهما: حديث جابر بن سمرة ... ، والحديث الآخر: حديث البراء بن عازب ... ، وهذا حديث قد أقام الأعمش إسناده عن عبد الله بن عبد الله الرازي.
وأفسده الحجاج بن أرطأة: فرواه عنه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أسيد بن حضير.
وأفسده عبيدة الضبي: فرواه عنه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ذي الغرة.
والحجاج بن أرطأة، وعبيدة الضبي: ضعيفان.
والصحيح: حديث الأعمش، قاله أبو عيسى وغيره من الحفاظ.
وكان أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقولان: قد صح في هذا الباب: حديث البراء بن عازب، وحديث جابر بن سمرة".
وصححه ابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٣٣٣) وقال: "وأكثرها تواترًا وأحسنها: حديث البراء، وحديث عبد الله بن مغفل".
فهو حديث صحيح، أجمع الأئمة على تصحيحه.
ورجاله ثقات، ورواية ابن أبي ليلى عن البراء بن عازب عند الجماعة.
• وللحديث أسانيد أخرى عن ابن أبي ليلى، فقد روى:
أ - محمد بن عبد الله الحضرمي: ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى: ثنا أبي، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن يعيش الجهني - يُعرف بذي الغرة -: أن أعرابيًّا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ ... ، فذكر الحديث بنحو رواية الضبي.
أخرجه الطبراني في الكبير (٢٢/ ٧٠٩/٢٧٦)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ١٠٣٣ - ١٠٣٤/ ٢٦٢٣) و (٥/ ٢٨٢١/ ٦٦٧٨)، وابن عبد البر في التمهيد (٣/ ٣٥١) لكن وقع عنده: "عن جابر بن سمرة"، بدل: "يعيش الجهني"، وهو خطأ.
ولا يصح هذا؛ فإن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: سيئ الحفظ جدًّا، وابنه عمران: لا يروي إلا عن أبيه، وروى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في الثقات.
ب - جابر بن يزيد الجعفي، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن سليك الغطفاني، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُصلى في أعطان الإبل، وأمر أن يُتوضأ من لحومها، وسُئل عن الصلاة في مرابض الغنم؟ فقال: "صلوا فيها".
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢/ ٤٧٧/ ١٢٨١)، والطبراني في

الصفحة 369