كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

صدوق، بينما عمرو بن ثابت: ضعيف [التقريب (٧٣١)]، بل قال فيه الذهبي في المغني (٢/ ١٤١): "متروك"، وعليه فالأقرب إلى الصواب - في ظاهر الأمر - ترجيح رواية ربيعة بن عتبة على رواية عمرو بن ثابت، لا سيما وقد حكم الدارقطني بالغرابة على رواية عمرو، وعلق الحاكم ثبوتها على كونها محفوظة، لكني رأيت أبا حاتم الإمام الناقد البصير رجح رواية الضعيف على رواية الصدوق، وذلك فيما يبدو لي - والله أعلم - لأجل تفرد المنهال بن عمرو بهذا الحديث عن زر بن حبيش، بينما الحديث يرويه أبو إسحاق السبيعي عن أبي حية، وعليه فإن أبا حاتم يرى أن ذكر زر بن حبيش في هذا الإسناد ليس له معنى، إذ الحديث يرويه عن علي جماعة، منهم: عبد خير، وأبو حية، والنزال بن سبرة، وغيرهم، فلما وافقت رواية الضعيف رواية بعض الثقات في تابعي هذا الحديث؛ أخذ بها أبو حاتم ورد بها رواية الصدوق، والله أعلم.
***
١١٥ - قال أبو داود: حدثنا زياد بن أيوب الطوسي: حدثنا عبيد الله بن موسى: حدثنا فطر، عن أبي فروة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: رأيت عليًّا توضأ، فغسل وجهه ثلاثًا، وغسل ذراعيه ثلاثًا، ومسح برأسه واحدة، ثم قال: هكذا توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
• شاذ؛ والصواب: مقطوع على بن أبي ليلى من فعله
أخرجه من طريق أبي داود: الضياء المقدسي في المختارة (٢/ ٢٦٤/ ٦٤٢).
وقال الحافظ في التلخيص (١/ ١٣٦): "رواه أبو داود بسند صحيح".
قلت: لكن لهذا الإسناد علة، فقد رواه سفيان الثوري، عن مسلم [هو: ابن سالم النهدي، أبو فروة الجهني: لا بأس به. التهذيب (٤/ ٦٩)]، قال: رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى توضأ ثلاثًا ثلاثًا. فلم يجاوز به ابن أبي ليلى.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ١٧ / ٧٢).
والنفس لا يساورها أدنى شك في كون الثوري أثبت من مائة مثل فطر بن خليفة؛ وعليه فالرواية المقطوعة أولى بالصواب.
ورواه أيضًا يزيد [هو: ابن أبي زياد الهاشمي مولاهم، الكوني: ضعيف؛ كبر فتغير وصار يتلقن، وكان شيعيًا. التقريب (١٠٧٥)]، قال: رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى توضأ، فمضمض واستنشق مرة أو مرتين، وغسل وجهه ثلاثًا، وذراعيه ثلاثًا، ومسح برأسه، وغسل رجليه ثلاثًا ثلاثًا، ولم أره خلل لحيته، ثم قال: هكذا رأيت عليًّا توضأ.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ١٧ و ٢١ و ٢٢/ ٧١ و ١٢٣ و ١٣٨)، وعنه: أبو بكر الأثرم في السنن (٢)، ومن طريقه: ابن المنذر (١/ ٤٠٨ / ٤١٠).
***

الصفحة 37