كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وخالد الحذاء، وقال هو وشعبة: "أحاديث محمد بن سيرين عن ابن عباس إنما سمعها محمد من عكرمة، لقيه أيام المختار، ولم يسمع ابن سيرين من ابن عباس شيئًا" [المراسيل (٦٧٩ - ٦٨١)، جامع التحصيل (٦٨٣)، تحفة التحصيل (٢٧٧)، التهذيب (٧/ ٢٠٠)، الفتح (٩/ ٤٥٦)].
وعلى هذا فإن اعتماد البخاري لم يكن على هذا الإسناد وإنما على الإسناد الذي بعده (٥٤٠٥): أيوب وعاصم، عن عكرمة، عن ابن عباس، فقد ساقهما بإسناد واحد من طريق حماد بن زيد عن أيوب بالإسنادين جميعًا، وليس لابن سيرين عن ابن عباس في البخاري سوى هذا الحديث، قاله الحافظ في الفتح (٩/ ٤٥٦).
هذا من جهة، ومن جهة أخرى قد يقال بأن البخاري إنما أخرج طريق ابن سيرين عن ابن عباس لوقوعه مقرونًا عنده هكذا مع طريق عكرمة عن ابن عباس بإسناد واحد، هكذا تحمله، وهكذا رواه.
وقد يقال أيضًا: إن مثل هذا الانقطاع في الإسناد لا يضر طالما أن الواسطة بينهما ثقة، وقد علمناها، وأن ما رواه ابن سيرين عن ابن عباس: إنما أخذه عن عكرمة، ثم أسقط بعد ذلك عكرمة من الإسناد.
٢ - ورواه محمد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل عرقًا أو لحمًا، ثم صلى، ولم يتوضأ ولم يمس ماءً.
وله ألفاظ متعددة لتعدد طرقه عن محمد بن عمرو بن عطاء، وقد أخرجه مسلم من طريقين: هذا أحدهما، ولفظ الآخر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع عليه ثيابه، ثم خرج إلى الصلا، فأتي بهدية خبز ولحم، فأكل ثلاث لقم، ثم صلى بالناس، وما مس ماءً.
وقد رواه عن محمد بن عمرو بن عطاء جماعة، منهم:
وهب بن كيسان [وهو راوي اللفظ الأول]، ومحمد بن عمرو بن حلحلة [وهو راوي اللفظ الثاني]، والوليد بن كثير، وموسى بن عقبة، وابن أبي الزناد، ومحمد بن إسحاق، وعبيد الله بن عمرو، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وموسى بن عبيدة [٩].
أخرج حديثهم: مسلم (٣٤٥/ ٩١) و (٣٥٩)، وأبو عوانة (١/ ٢٢٦ و ٢٢٨/ ٧٤٩ و ٧٥٠ و ٧٦١)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (١/ ٣٩٤ و ٣٩٦/ ٧٨٥ و ٧٩٢ و ٧٩٣)، وفي الحلية (٣/ ٢٠٨)، وابن خزيمة (٣٩ و ٤٠)، وابن حبان (٣/ ٤١٤ و ٤١٥ و ٤٢١ و ٤٣٠/ ١١٣١ و ١١٣٣ و ١١٤٠ و ١١٥٣)، وابن الجارود (٢٢)، وأحمد (١/ ٢٢٧ و ٢٥٣ و ٢٥٨ و ٢٦٤ و ٢٧٢ و ٢٨١)، وابن أبي شيبة (١/ ٥١/ ٥٢٣)، وعلي بن حجر في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (٤٦٩)، وأبو إسحاق الحربي في غريب الحديث (٣/ ١٠٠٧)، والطحاوي (١/ ٦٤)، وابن الأعرابي في المعجم (٥١٣)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٣١٤ و ٣٢٣ - ٣٢٥/ ١٠٧٦٢ و ١٠٧٨٩ - ١٠٧٩٧)، وفي الأوسط (٥/ ٢٨٢/ ٥٣٢٠)، والبيهقي (١/ ١٥٣ و ١٦٠)، وابن عبد البر في التمهيد (٣/ ٣٤٣).

الصفحة 386