كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

١٩٣ - قال أبو داود: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح: حدثنا عبد الملك بن أبي كريمة - قال ابن السرح: ابن أبي كريمة من خيار المسلمين - قال: حدثني عُبيد بن ثمامة المرادي، قال: قدم علينا مصر عبد الله بن الحارث بن جَزء - من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسمعته يحدث في مسجد مصر، قال: لقد رأيتُني سابع سبعة -أو: سادس ستة- مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دار رجل، فمر بلال فناداه بالصلاة، فخرجنا، فمررنا برجل وبُرمته على النار، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أطابت بُرمتك؟ " قال: نعم، بأبي أنت وأمي، فتناول منها بَضعة، فلم يزَل يَعلُكها حتى أحرم بالصلاة، وأنا أنظر إليه.
• حديث منكر.
أخرجه من طريق أبي داود، أو من طريق شيخه ابن السرح:
ابن عبد الحكم في فتوح مصر (١٨٤)، والدولابي في الكنى (٣/ ١١٧٧/ ٢٠٥٨)، والخطابي في غريب الحديث (١/ ٧٥)، والضياء في المختارة (٩/ ٢٠٣ و ٢٠٤/ ١٨٧ و ١٨٨).
وهذا حديث ضعيف؛ بهذا السياق؛ فإن رجال إصناده ثقات؛ غير عبيد بن ثمامة المرادي المصري، ويقال: عتبة، لم يرو عنه: سوى عبد الملك بن أبي كريمة، ولم يوثق، فهو: مجهول، قال الذهبي في الكاشف (١/ ٦٨٩): إلا يعرف" [الميزان (٣/ ١٩)، التقريب (٦٤٨)، وقال: "مقبول"].
قال الخطابي في غريب الحديث، في تفسير لفظة: "يَعلُكها": "أي: يمضغها، والعَلْك: مضغُ ما لا يطاوع الأسنان" [وانظر: النهاية (٣/ ٢٩٠)].
وهو حديث منكر بهذا السياق، فقد روي من طرقٍ ليس فيها هذه الزيادات؛ لا سيما قوله: "فلم يزل يعلكها حتى أحرم بالصلاة".
• ومن هذه الطرق:
١ - ما رواه ابن وهب، وقد اختلف عليه:
أ - فرواه هارون بن معروف [ثقة]، وحرملة بن يحيى [راوية ابن وهب، صدوق]، وعبد العزيز بن مقلاص [وهو: عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص؛ وهو ابن بنت سعيد بن أبي أيوب: روى عنه أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، وقال أبو حاتم: "مصري، صدوق"، وكان فقيهًا زاهدًا. الجرح والتعديل (٥/ ٣٩١)، طبقات الشافعية (٢/ ١٤٣)، تهذيب الأسماء (٢/ ٥٧٣)]:
ثلاثتهم: عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني حيوة بن شريح، قال: أخبرني عقبة بن مسلم، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، قال: كنا يوما عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصُّفَّة فوضع طعام فأكلنا، فأقيمت الصلاة، فصلينا ولم نتوضأ.

الصفحة 402