كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

١٩٥ - . . . عن أبي سلمة: أن أبا سفيان بن سعيد بن المغيرة حدثه: أنه دخل على أم حبيبة فسقته قدحًا من سويق فدعا بماء فتمضمض، فقالت: يا ابن أختي ألا توضأ؛ إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "توضؤوا مما غيرت النار"، أو قال: "مما مست النار".
قال أبو داود: في حديث الزهري: يا ابن أخي.
• حديث حسن.
وهذا الحديث قد رواه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: يحيى بن أبي كثير، وابن شهاب الزهري، ورواه أبو داود من طريق يحيى بن أبي كثير.
وقد وهم فيه على الزهري: زمعة بن صالح فأبهم اسم أبي سفيان بن سعيد [عند: الطيالسي (١٦٩٧)، والخطيب في المبهمات (١٢٣)].
ووهم فيه أيضًا على الزهري: عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، فدخل له حديث في حديث، وجعل عبيد الله بن عبد الله، بدل: أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال الدارقطني في العلل: "ووهم فيه" [عند: أحمد (٦/ ٣٢٧)، وابن أبي حاتم في العلل (١/ ١٥٧/ ٦٣)، والدارقطني في العلل (١٥/ ٢٨٥/ ٤٠٣٠)، وانظر فيه بقية الأوهام].
ورواه عامة أصحاب الزهري على الوجه الصحيح موافقًا فيه لرواية يحيى بن أبي كثير:
كلاهما: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سفيان بن سعيد بن المغيرة بن الأخنس، عن أم حبيبة به.
أخرجه أبو داود (١٩٥)، النسائي (١/ ١٠٧/ ١٨٠ و ١٨١)، وأحمد (٦/ ٣٢٦ و ٣٢٧ و ٣٢٨ و ٤٢٦ و ٤٢٧)، والطيالسي (٣/ ١٦٨/ ١٦٩٧)، وعبد الرزاق (١/ ١٧٢/ ٦٦٥ و ٦٦٦)، وابن أبي شيبة (١/ ٥٣/ ٥٥٠ و ٥٥١)، وإسحاق بن راهويه (٤/ ٢٣٩ و ٢٤٣/ ٢٠٥١ و ٢٠٥٧ و ٢٠٥٨)، وأبو يعلى (١٣/ ٦٦/ ٧١٤٥)، والطحاوي (١/ ٦٢ و ٦٣)، والطبراني في الأوسط (١/ ٦٠/ ١٦٧)، وفي الكبير (٢٣/ ٢٣٧ - ٢٣٩ و ٢٤٤/ ٤٦٢ - ٤٧١ و ٤٨٨ و ٤٨٩)، والخطيب في الأسماء المبهمة (١٢٣).
وانظر: ضعفاء العقيلي (٤/ ٣٩٠).
وهذا إسناد متصل؛ رجاله ثقات غير أبي سفيان بن سعيد؛ فإنه لم يرو عنه سوى التابعي الجليل: أبي سلمة بن عبد الرحمن، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يأت بما ينكر، فحديثه مقبول لكثرة شواهده؛ لا سيما وهو ابن أخت أم حبيبة؛ أعني: من أهل بيتها، والراوي عنه: تابعي فقيه جليل، أحد بحور العلم في زمانه، وهذا مما يرفع من شأنه ويقويه [التقريب (١١٥٤)، وقال: "مقبول". الكاشف (٢/ ٤٣٠)، الميزان (٤/ ٥٣١)].
• ولحديث أبي هريرة وأم حبيبة شواهد كثيرة، في الصحيح منها:

الصفحة 407