كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

بهما حفنة من ماء فضرب بها على وجهه، ثم ألقم إبهاميه ما أقبل من أذنيه، ثم الثانية، ثم الثالثة مثل ذلك، ثم أخذ بكفه اليمنى قبضة من ماء فصبها على ناصيته، فتركها تستَنُّ على وجهه، ثم غسل ذراعيه إلى المرفقين ثلاثًا ثلاثًا، ثم مسح رأسه وظهور أذنيه، ثم أدخل يديه جميعًا فأخذ حفنة من ماء فضرب بها على رجله وفيها النعل، ففتلها بها، ثم الأخرى مثل ذلك.
قال: قلت: وفي النعلين؟! -قال: وفي النعلين. قال: قلت: وفي النعلين؟!. قال: وفي النعلين. قال: قلت: وفي النعلين؟! قال: وفي النعلين.
• حديث منكر.
أخرجه ابن خزيمة (١/ ٧٩/ ١٥٣)، وابن حبان (٣/ ٣٦٢/ ١٠٨٠)، والضياء في المختارة (٢/ ٢٣٠/ ٦٠٩)، وأحمد (١/ ٨٢ - ٨٣)، والبزار (٢/ ١١١/ ٤٦٤)، وأبو يعلى (١/ ٤٤٨/ ٦٠٠)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (٣٢)، والطحاوي (١/ ٣٢ و ٣٤ - ٣٥)، والبيهقي (١/ ٥٣ و ٧٤)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٣٥٠/ ٥٧٨٥).
وهذا إسناد حسن؛ رجاله ثقات غير ابن إسحاق فإنه صدوق يدلس، وقد صرح بالتحديث، ففي رواية إسماعيل ابن علية عند أحمد وغيره، قال إسماعيل: ثنا محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن طلحة، فصرح بالتحديث، وأمنا تدليسه، إلا أنه حديث معلول؛ بل منكر، فلا تغتر بتحسين من حسنه.
وأما تصحيح ابن خزيمة وابن حبان له، فيحمل على أنهما اجتزءا منه على ما لا يستنكر من صك القدم بالماء وفيها النعل، فإنهما ساقا الحديث إلى قوله: فصك بها وجهه، ثم قال ابن خزيمة: "وذكر الحديث"، وقال ابن حبان: "حتى فرغ من وضوئه"، وترجما للحديث باستحباب صك الوجه بالماء عند غسل وجهه.
قال البزار: "وهذا الحديث بهذه الألفاظ لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد، وعبيد الله الخولاني لا نعلم أن أحدًا يروي عنه غير محمد بن طلحة".
قلت: عبيد الله الخولاني: هو ابن الأسود: ثقة من الثالثة، روى عنه أيضًا: بسر بن سعيد، وعاصم بن عمر بن قتادة، وأخرج له الشيخان [التهذيب (٥/ ٣٦٣)، التقريب (٦٣٥)].
قال البيهقي: "وقال أبو عيسى الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث؟ فقال: لا أدرى ما هذا الحديث! فكأنه رأى الحديث الأول أصح، يعني: حديث عطاء بن يسار"، قلت: الآتي ذكره.
وقال الخطابي في معالم السنن (١/ ٤٤): "وأما هذا الحديث فقد تكلم الناس فيه، قال أبو عيسى: سألت محمد بن إسماعيل عنه فضعفه، وقال: ما أدري ما هذا! ".
واستنكره ابن الجوزي على محمد بن إسحاق، وبه أعله.

الصفحة 41