كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

الخشني عن بندار، وقد روى الحديث عن بندار بدون هذه الزيادة: أبو داود والترمذي وتمتام؛ وهم أكثر وأحفظ من الخشني، ورواه الإمام أحمد وعبيد الله بن سعيد اليشكري عن القطان بدونها أيضًا.
لذا فقد جزم الإمام أحمد بعدم ثبوت هذه الزيادة فقال: "لم يقل شعبة قط: كانوا يضطجعون"، قال: "وقال هشام: كانوا ينعسون".
قلت: رواية هشام بهذا اللفظ هي عند السراج وابن المنذر.
وقال الخلال: "قلت لأحمد: حديث شعبة: "كانوا يضعون جنوبهم"؟ فتبسم، وقال: هذا بمرة يضعون جنوبهم" [التلخيص الحبير (١/ ٢١٠)].
فإذا بان لك ذلك علمتَ ضعف ما ذهب إليه ابن القطان الفاسي من تصحيح هذه الزيادة من حديث شعبة حيث قال في بيان الوهم (٥/ ٥٨٩/ ٢٨٠٦): "وهو كما ترى: صحيح من رواية إمام عن شعبة، فاعلمه".
• وأما زيادة: "على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -": فهي زيادة محفوظة، اتفق عليها اثنان من الحفاظ: أبو داود وتمتام، ممن روى الحديث عن بندار؛ فهي زيادة محفوظة من حديث بندار، وأما كون الإمام أحمد لم يروها عن القطان، فلا يقدح في ثبوتها، لكون محمد بن بشار ممن يحتمل تفرده، وممن تُقبل زيادته، فإنه كان مكثرًا يوجد عنده ما ليس عند غيره، وممن طالت صحبته لشيخه يحيى بن سعيد القطان، قال ابن خزيمة: "سمعت بندارًا يقول: اختلفت إلى يحيى بن سعيد القطان أكثر من عشرين سنة" [التهذيب (٧/ ٦٤)].
• قال أبو داود: "ورواه ابن أبي عروبة عن قتادة بلفظ آخر".
وصله أبو داود في مسائل الإمام أحمد (٢٠١٤) قال: ثنا ابن المثنى، قال: ثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس قال: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يضعون جنوبهم، فينامون، فمنهم من يتوضأ، ومنهم من لا يتوضأ.
أخرجه من طرق عن سعيد بن أبي عروبة: البزار (٢٨٢ - كشف الأستار) ١٧٥ - مختصر زوائد البزار)، وأبو يعلى (٥/ ٤٦٧/ ٣١٩٩)، وابن المنذر (١/ ١٥٤/ ٤٨).
وهو صحيح عن ابن أبي عروبة؛ رواه عنه أصحابه القدماء ممن روى عنه قبل الاختلاط، مثل: عبدة بن سليمان، وعبد الأعلى السامي، وخالد بن الحارث.
قال الحافظ في الفتح (١/ ٣١٥): "بإسناد صحيح".
قال أبو داود: "سمعت أحمد بن محمد بن حنبل يقول: اختلف شعبة وسعيد وهشام في حديث أنس: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - نخفق رؤوسهم، ثم يصلون، ولا يتوضؤون، في اللفظ، وكلهم ثقات" [مسائله (٢٠١٤)].
قال الألباني في تخريج السنن (١/ ٣٦٥): "وهو يدل على أن أحمد يرى صحتها جميعًا، وهو الصواب، ويدل مجموعها على أنهم كانوا ينامون مضطجعين ثم يصلون دون أن يجددوا الوضوء.

الصفحة 421