كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

أصدق، أن محمد بن علي بن حسين أخبره، قال: أخبرني أبي، عن أبيه، قال: دعا علي بوضوء. . . فذكره بنحو حديث حجاج.
• وأشبهها بالصواب: رواية حجاج بن محمد المصيصي؛ فهو أثبتهم وأحفظهم؛ قال الدارقطني في العلل (٣/ ١٠١): "فجوَّد إسناده، ووصله، وضبطه"، وفي رواية ابن وهب إسقاط الواسطة بين ابن جريج ومحمد بن علي، وأبهمه عبد الرزاق، وفي رواية أبي عاصم وأبي قرة إسقاط علي بن الحسين من الإسناد.
وعليه فإن رواية حجاج: إسنادها صحيح متصل، وشيبة: هو ابن نصاح، كذا نسبه أبو قرة موسى بن طارق في روايته، وجزم به المزي، وتبعه ابن حجر، وقد أفرد شيبة هذا بالترجمة عن ابن نصاح وفرَّق بينهما: البخاري، وتبعه ابن أبي حاتم، وابن حبان، لكن قال الأخير: "إن لم يكن ابن نصاح؛ فلا أدري من هو" [التاريخ الكبير (٤/ ٢٤١ و ٢٤٢)، الجرح والتعديل (٤/ ٣٣٥ و ٣٣٦)، الثقات (٦/ ٤٤٤ و ٤٤٥)، التهذيب (٣/ ٦٦٣)، تحفة الأشراف (٧/ ٣٦٦)].
وانظر فيمن روى هذا الحديث عن علي بن أبي طالب غير ما تقدم: مسائل الفقه (١/ ٤٤) و (٣/ ١٤٣).
• وحاصل ما تقدم أن تثليث المسح على الرأس: لا يصح من حديث علي بن أبي طالب، وإنما روي عنه من طرق غريبة، غير محفوظة، ضعفها الأئمة، كما تقدم نقل أقوالهم، والله أعلم.
***
١١٨ - . . . مالك، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، أنه قال لعبد الله بن زيد بن عاصم -وهو جد عمرو بن يحيى المازني-: هل تستطيع أن تُريَني كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ؟
فقال عبد الله بن زيد: نعم، فدعا بوَضوء، فأفرغ على يديه، فغسل يديه، ثم تمضمض واستنثر ثلاثًا، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين، ثم مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر: بدأ بمقدَّم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردَّهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رجليه.
• حديث متفق عليه
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ١٨/ ٣٢)، ووقع فيه في أول الوضوء: فغسل يديه مرتين، ثم تمضمض،. . . [(٣٢ - رواية يحيى)، (٤٣ - رواية أبي مصعب)، (٢٣ - رواية الحدثاني)، (٤٠١ - رواية ابن القاسم بتلخيص القابسي)]، وأما رواية القعنبي (٢٦) - والتي من طريقه رواه أبو داود - فليس فيها عدد، إنما قال: فغسل يديه، وتمضمض.

الصفحة 46