كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

وفي مسند الشاميين (١/ ٤٥٠/ ٧٩٢ و ٧٩٤) و (٢/ ١٣٦/ ١٠٦٠)، والبيهقي (١/ ٥٩)، وابن الجوزي في التحقيق (١/ ١٥٠/ ١٣٧).
وهذا إسناد دمشقي حسن؛ لولا إرساله.
قال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٥/ ٦٦٣): "وأحد راوييه عن معاوية: لا تعرف حاله، والآخر لا يعرف سماعه منه".
قال الحافظ العراقي في ذيله على ميزان الاعتدال (٦٩٧): "قلت: مراده بالذي لا تعرف حاله: المغيرة؛ فإن يزيد: روايته عن معاوية مرسلة، وقد وثقه أبو حاتم وغيره، فتعين أن يكون أراد بالمجهول: المغيرة؛ وليس بمجهول الحال، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة".
قلت: والحق مع الحافظ العراقي، فإذا يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك: ثقة [الجرح والتعديل (٩/ ٢٧٧)، التهذيب (٩/ ٣٦٠)]، قال المزي في التهذيب (٣٢/ ١٨٩) لما ذكر روايته عن معاوية بن أبي سفيان: "وفي سماعه منه نظر"، قلت: بل لم يدركه؛ فقد ولد يزيد بن أبي مالك في السُّنَّة التي توفي فيها معاوية بن أبي سفيان سنة ستين، وهذا على قولٍ، وأكثرهم على أن يزيد توفي سنة (١٣٠) وله اثنتان وسبعين سنة، وعليه تكون ولادته سنة (٥٨) فيكون عمره سنتين فقط يوم وفاة معاوية، وعلى قول ثالث: أنه مات سنة (١٣٨)، وله (٧٨) سنة، وعليه: تكون ولادته سنة ستين أيضًا، فأنى يكون له إدراك لمعاوية [انظر: تهذيب الكمال (٣٢/ ١٩٢)، تهذيب التهذيب (٩/ ٣٦١)]، لكن قال الآجري: قيل لأبي داود: يزيد بن أبي مالك سمع من معاوية؟ قال: أُراه قد سمع من أبي الدرداء، قال: يزيد يرسل" [سؤالات الآجري (٥/ ق ٢١)]، وهذا يؤيد احتمال إدراك يزيد لمعاوية فإن أبا الدرداء توفي في أواخر خلافة عثمان، يعني: قبل سنة (٣٥)، لكن العلم بكونه يرسل ولم يصرح بسماع: يرُدُّ هذا القول؛ لا سيما مع قول الذين أرخوا سنة وفاته وعمره، فقولهم أحق أن يُقبل ويعتمد عليه، والله أعلم.
وقد رأيت في العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٤٥٨/ ٣٠٣٠) من طريق: خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه: أن أبا الدرداء كان يقضي على أهل دمشق. . . فذكر قصة، ولم يذكر فيها سماعًا ليزيد من أبي الدرداء، أو أنه أدرك هذه القصة والواقعة، وخالد بن يزيد راويها: ضعيف، اتهمه ابن معين [التقريب (٢٩٣)].
والمغيرة بن فروة أبو الأزهر: ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه ثلاثة من ثقات أهل الشام، وقال ابن حزم في المحلى (٧/ ٢٤): "غير مشهور"، فهو حسن الحديث إذا لم يخالف أو ينفرد، ولا يعرف له سماع من معاوية بن أبي سفيان [انظر: التاريخ الكبير (٧/ ٠ ٣٢)، الجرح والتعديل (٨/ ٢٢٧)، الثقات (٥/ ٤١٠)، تاريخ دمشق (٦٠/ ٨١)، التهذيب (٨/ ٣٠٧)، التقريب (٩٦٦) وقال: "مقبول"، يعني: إذا توبع، تابعه يزيد بن أبي مالك مقرونًا به] [وانظر أيضًا: فتح الباب (٥٤٥ و ٥٥٧)].

الصفحة 59