كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 3)

• ورواه عن الأعمش أيضًا: شريك بن عبد الله النخعي، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير، لكن اختلف عليهما:
• فأما شريك:
١ - فرواه أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، عن شريك، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله به؛ مثل الجماعة.
عند أبي داود، والحاكم، وابن أبي شيبة.
٢ - وخالفهما: يزيد بن هارون، فقال: أنا شريك، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله، قال: كنا لا نتوضأ من موطئ.
أخرجه البزار (٥/ ١٧٧/ ١٧٧٤).
وقال: "وهذا الحديث هكذا رواه يزيد عن شريك، ورواه غير شريك عن الأعمش عن أبي وائل".
قلت: الذين رووه عن شريك كلهم ثقات؛ وشريك سيئ الحفظ، فالوهم فيه منه، والله أعلم، اضطرب فيه شريك.
• وأما رواية أبي معاوية فقد اختلف عليه فيها أيضًا:
١ - فرواه هناد بن السري، وأحمد بن منيع، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن عبد الجبار، ومحمد بن حماد:
خمستهم [وهم: ثقات حفاظ؛ إلا أحمد بن عبد الجبار فإنه: ضعيف]: رووه عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله به، مثل الجماعة.
كما عند أبي داود، والحاكم، وابن أبي شيبة، والبيهقي.
وفي رواية هناد، ومحمد بن حماد، قالا: "عن شقيق - أو: حُدِّثه عنه -".
وهذه اللفظة لهما احتمالان:
الأول: بالبناء للمعلوم؛ يعني: الأعمش عن شقيق، أو: حدثه الأعمش عن شقيق؛ وعليه يكون الشك قد وقع في لفظ الأداء للأعمش: هل رواه بالعنعنة أم صرح فيه بالتحديث؟ والأعمش معروف بالتدليس.
والثاني: بالبناء للمجهول؛ يعني: "الأعمش عن شقيق"، هكذا بالعنعنة، أو: قال الأعمش: حُدِّثت عن شقيق.
وهذا الثاني هو الراجح عندي لما سيأتي.
٢ - ورواه إبراهيم بن أبي معاوية [صدوق]، عن أبيه، عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق -أو: حدثه عنه-، عن عبد الله به.
كما عند أبي داود، والبيهقي.
وفيها الاحتمالان السابقان لكن: بين شقيق ومسروق.
لكن هذه الرواية شاذة: لتفرد إبراهيم بها عن أبيه، دون بقية أصحاب أبي معاوية الثقات.

الصفحة 17