كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 3)

ثنا الفضل بن غانم: ثنا حسان بن إبراهيم، عن عبد الملك، عن العلاء بن الحارث به مختصرًا.
وقال في الأوسط: حدثنا أحمد [يعني: ابن القاسم]، قال: نا محرز بن عون، والفضل بن غانم، قالا: نا حسان بن إبراهيم، عن عبد الملك، عن العلاء بن كثير به مختصرًا.
وهذه الرواية الأُولى هي التي اعترض بها ابن التركماني في الجوهر النقي (١/ ٣٢٦) على الدارقطني لكون العلاء لم ينسب في رواية الدارقطني، وإنما نسبه الدارقطني نفسه فقال: "والعلاء: هو ابن كثير: ضعيف الحديث".
قلت: الحق مع الدارقطني فهو أعلم بالرجال، وطبقاتهم، وتراجمهم، ومن روى عنهم، ومن رووا عنه: من ابن التركماني.
ورواية الطبراني في الكبير ومسند الشاميين لا يعول عليها: فإن الفضل بن غانم: ضعيف [اللسان (٤/ ٥٢٠)، تاريخ بغداد (١٢/ ٣٥٧)، الجرح والتعديل (٧/ ٦٦)]، وأحمد بن بشير الطيالسي، لينه الدارقطني [اللسان (١/ ١٤٥)]، وعلى هذا فلا يصح كونه العلاء بن الحارث، والرواية الأخرى في الأوسط والتي جاء فيها التصريح بأنه العلاء بن الكثير أولى منها، فإن الفضل بن غانم قد توبع عليها، تابعه محرز بن عون: وهو صدوق روى عنه مسلم [التقريب (٥٨١)]، وشيخ الطبراني: أحمد بن القاسم بن مساور: وثقه الخطيب [تاريخ بغداد (٤/ ٣٤٩)].
ويكفي جزم ابن حبان والدارقطني بأنه العلاء بن كثير، وقد تقدم في ذلك كلام ابن حبان بأبلغ البيان.
قال الدارقطني: "لا يثبت، عبد الملك والعلاء: ضعيفان، ومكحول: لا يثبت سماعه".
وقال بعدما أخرجه من طريق آخر عن حسان: "وعبد الملك هذا: رجل مجهول؛ والعلاء: هو ابن كثير؛ وهو ضعيف الحديث، ومكحول لم يسمع من أبي أمامة شيئًا".
ونقله البيهقي في السنن والمعرفة والخلافيات، وزاد في المصدرين الأخيرين ما رواه بإسناده عن البخاري، قوله: "العلاء بن كثير عن مكحول: منكر الحديث".
وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (١/ ٢١٤): "وهذا إسناد ضعيف منقطع".
قلت: هو حديث منكر، باطل.
العلاء بن كثير: متروك، منكر الحديث، رواه ابن حبان بالوضع، وقال ابن عدي: "وللعلاء بن كثير عن مكحول عن الصحابة، نسخ كلها غير محفوظة، وهو منكر الحديث" [التهذيب (٣/ ٣٤٨)].
وعبد الملك: رجل مجهول؛ وحسان بن إبراهيم الكرماني - المتفرد بالحديث -: صدوق يخطئ.

الصفحة 339