كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 3)

والحديث ضعفه أيضًا: الدارقطني؛ فيما نقله عنه ابن رجب في الفتح (١/ ٤٤٣).
واحتج به إسحاق، وأبو عبيد، وأخذا به [الفتح لابن رجب (١/ ٤٤٣)].
ورد ابن القيم على من ضعف هذا الحديث في تهذيب السنن (١/ ١٨٣ وما بعدها).
وقال النووي في المجموع (٢/ ٣٥٦ و ٤٠٥): "إن أئمة الحديث صححوه، وهذا الراوي] أي: ابن عقيل] وإن كان مختلفًا في توثيقه وجرحه؛ فقد صحح الحفاظ حديثه هذا، وهم أهل هذا الفن".
وقال في موضع آخر (٢/ ٤٢٢): "حديث حمنة صحيح".
وصحح الحديث أيضًا: ابن العربي وغيره [نيل الأوطار (١/ ٤١٤)].
• وبعد سرد أقوال الأئمة في هذا الحديث أقول: عبد الله بن محمد بن عقيل: سيئ الحفظ، ليس بالقوي، وليس بالحافظ عندهم، وقد تفرد بهذا الحديث.
والجمهور على تضعيف ابن عقيل وتليينه، وممن ضعفه أو لينه: سفيان بن عيينة، وابن سعد، وابن المديني، وابن معين، وأحمد -في رواية-، ويعقوب بن شيبة، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والنسائي، وأبو داود، وابن حبان، وابن عدي، والعقيلي، والدارقطني، والحاكم، وابن خزيمة، والساجي، وأبو أحمد الحاكم، وابن شاهين، والخطيب، وغيرهم، ولم يرو عنه مالك، وهو الحكم في أهل المدينة.
وفي المقابل: فقد احتج بحديثه: أحمد، وإسحاق، والحميدي، وقال البخاري: "مقارب الحديث"، وقواه أيضًا: الترمذي، والعجلي، والحاكم.
راجع ترجمته فيما تقدم: الذكر والدعاء (٢/ ٨٢٣)، تخريج سنن أبي داود الحديث رقم (٦١ و ١٢٦).
• وقد تقدم لابن عقيل معنا ثلاثة أحاديث:
الأول: في "الذكر والدعاء" حديث جابر في الأضحية، وقد اضطرب ابن عقيل في إسناده [راجع الذكر والدعاء برقم (٣٧٠ و ٣٧١) (٢/ ٨٢٣)].
الثاني: في "سنن أبي داود" الحديث رقم (٦١)، حديث علي بن أبي طالب مرفوعًا: "مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم".
وقد صححته من طريق ابن عقيل لأمور:
١ - لأنَّه لم يختلف عليه في إسناده ولا في متنه.
٢ - أن إسناده مدني.
٣ - أن ابن عقيل يرويه عن خاله محمد ابن الحنفية، وأهل بيت الرجل أعلم بحديثه.
٤ - أن لحديثه شواهد بعضها صحيح؛ فلم ينفرد فيه ابن عقيل بأصل وسُنَّة بل قد توبع عليه.
الثالث: في "سنن أبي داود" الحديث رقم (١٢٦ - ١٣١)، حديث ابن عقيل، عن الربيع بنت معوذ في صفة وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد اضطرب ابن عقيل في متنه اضطرابًا

الصفحة 348