كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 3)
وقال أبو داود: "ليس يختلف سفيان وشعبة في شيء إلا يظفر به سفيان، وخالفه في أكثر من خمسين حديثًا، القول فيها قول سفيان".
[شرح علل الترمذي (١/ ٤٥٣)، تقدمة الجرح والتعديل (١/ ٦٣) وما بعدها].
• فإن رجحنا قول سفيان الثوري، فالحديث: ضعيف لانقطاعه، وإلا فهو: حديث مضطرب، والله أعلم.
***
٢٩٦ - . . . سهيل -يعني: ابن أبي صالح-، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن أسماء بنت عميس، قالت: قلت: يا رسول الله! إن فاطمة بنت أبي حبيش استحيضت منذ كذا وكذا فلم تُصلِّ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سبحان الله! إن هذا من الشيطان، لتجلس في مِركَن، فإذا رأت صفرة فوق الماء، فلتغتسل للظهر والعصر غسلًا واحدًا، وتغتسل للمغرب والعشاء غسلًا واحدًا، وتغتسل للفجر غسلًا [واحدًا]، وتوضأ فيما بين ذلك".
قال أبو داود: رواه مجاهد، عن ابن عباس: لما اشتدَّ عليها الغسل أمرها أن تجمع بين الصلاتين.
قال أبو داود: ورواه إبراهيم عن ابن عباس، وهو قول إبراهيم النخعي، وعبد الله بن شداد.
• حديث سهيل شاذ.
حديث سهيل: تقدم تحت الحديث رقم (٢٨١).
وأثر مجاهد، عن ابن عباس:
وصله الدارمي (١/ ٢٤٠/ ٩٠٣)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ١٠١ - ١٠٢).
من طريق حجاج بن منهال، قال: حدثنا حماد -يعني: ابن سلمة-، عن قيس بن سعد، عن مجاهد، قال: قيل لابن عباس - رضي الله عنهما -: إن أرضنا أرض باردة؟ قال: "تؤخر الظهر وتعجل العصر، وتغتسل لهما غسلًا واحدًا، وتؤخر المغرب وتعجل العشاء، وتغتسل لهما غسلًا، وتغتسل للفجر غسلًا".
وهذا إسناد رجاله ثقات؛ رجال مسلم؛ إلا أن الحفاظ ضعفوا حديث حماد بن سلمة عن قيس بن سعد.
قال أحمد: "ضاع كتاب حماد بن سلمة عن قيس بن سعد؛ فكان يحدثهم من حفظه"، يعني: فيخطئ [العلل ومعرفة الرجال (٣/ ١٢٧/ ٤٥٤٤)، ضعفاء العقيلي (١/ ٢١)، الكامل (٢/ ٢٥٣ - ٢٥٤)، سؤالات أبي داود (٢١٧)، المعرفة والتاريخ (٢/ ٩٢)، ذكره عن ابن المديني، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٨٢)].
الصفحة 365
400