كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 3)

هكذا "عروة بن الزبير" عند: ابن ماجه، والدارقطني، من رواية وكيع، ومحمد بن ربيعة.
هذه هي العلة الأولى لهذا الحديث، وهي أن الحفاظ رجحوا رواية الوقف على رواية الرفع؛ وجعلوا الموقوف علة المرفوع.
قال ابن رجب: "وهو أصح عند الأكثرين" [الفتح (١/ ٤٥١)].
والعلة الثانية: الانقطاع بين حبيب بن أبي ثابت، وعروة بن الزبير، وأنه لم يسمع منه هذا الحديث؛ بل ولا غيره.
قال الدارقطني في السنن (١/ ٢١٣): "حدثنا أبو بكر النيسابوري [يعني: عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل: ثقة حافظ. السير (١٥/ ٦٥)]: ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم [نيسابوري، ثقة]، قال: جئنا من عند عبد الله بن داود الخريبي إلى يحيى بن سعيد القطان، فقال: من أين جئتم؟ قلنا: من عند عبد الله بن داود. فقال: ما حدثكم؟ قلنا: حدثنا عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، عن عائشة. . . الحديث. فقال يحيى: أما إن سفيان الثوري كان أعلم الناس بهذا، زعم أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئًا"، وقد ذكره بنحوه في موضع سابق (١/ ١٣٩)، وأسنده أيضًا في العلل (١٥/ ٦٤/ ٣٨٣٧).
وفي سؤالات مهنأ: "سألت أبا عبد الله عن حديث الأعمش، عن حبيب، عن عروة: في المستحاضة؟ فقال: ليس بصحيح، قال: قلت: من قبل من الخطأ؟ قال: من قبل الأعمش؛ لأن حبيبًا لم يحدث عن عروة بن الزبير بشيء. قال: قلت لأحمد: قال يحىي بن سعيد: هو شبه لا شيء. قال: نعم، هو كذلك" [شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي (٣/ ٨٦٤)].
وقال علي بن المديني: "حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئًا" [سنن البيهقي (١/ ٣٤٥)].
وقال أبو حاتم في حبيب بن أبي ثابت: "وروى عن عروة: حديث المستحاضة، وحديث القبلة للصائم، ولم يسمع ذلك من عروة" [الجرح والتعديل (٣/ ١٠٧)].
ونقل ابن أبي حاتم في المراسيل (٨١) عن يحيى بن معين قال: "لم يسمع حبيب بن أبي ثابت من عروة"، وكذا قال أحمد: "لم يسمع من عروة".
وقال البخاري: "حبيب بن أبي ثابت: لم يسمع من عروة" [جامع الترمذي (٨٦ و ٩٣٦ و ٣٤٨٠)، علل الترمذي الكبير (٥٦)، وص (٣٨٦) رقم (٣١)].
وقال ابن المنذر: "ويقال: إن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة شيئًا" [الأوسط (١/ ١٢٩)].
وقال البيهقي في الخلافيات (٢/ ١٦٦): "حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير".
وانظر في هذا أيضًا: سنن البيهقي (١/ ١٢٦ و ٣٤٥)، العلل المتناهية (١/ ٣٦٣)،

الصفحة 373