كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 3)

التحقيق (١/ ١٧٥)، التنقيح (١/ ١٤٦)، نصب الراية (١/ ٧٢ و ٢٠٠)، تذكرة الحفاظ (١/ ١١٦)، هدي الساري (٣٩٥)، وغيرها.
وانظر فيما تقدم الحديث رقم (١٨٠).
• اتفق الأئمة على تضعيف هذا الحديث:
تقدم نقل كلام أبي داود في تضعيفه، وأقره الدارقطني والبيهقي.
قال علي بن المديني: "سمعت يحيى -يعني: ابن سعيد القطان- وذكر عنده حديثا الأعمش، عن حبيب، عن عروة، عن عائشة: تصلي المستحاضة وإن قطر الدم على الحصير، وفي القُبْلة -يعني: حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قبَّل ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ-، فقال يحيى: "احك عني أنهما شبه لا شيء" [تقدمة الجرح والتعديل (١/ ٢٣٩)، سنن النسائي (١/ ١٠٤ - ١٠٥/ ١٧٠)، سنن الدارقطني (١/ ١٣٩)، سنن البيهقي (١/ ١٢٦ و ٣٤٥)، الخلافيات (٢/ ١٦٧/ ٤٣٧ و ٤٣٨)، المعرفة (١/ ٢١٦)، [وانظر فيما تقدم الحديث رقم (١٨٠)].
وقال عباس الدوري في تاريخ ابن معين (١٨/ ٤/ ٢٩٢٥): "قيل ليحيى: حبيب ثبت؟ قال: نعم؛ إنما روى حديثين -أظن يحيى يريد: منكرين-: حديث تصلي الحائض وإن قطر الدم على الحصير، وحديث القُبْلة" [وانظر: سنن الدارقطني (١/ ٢١٣)، سنن البيهقي (١/ ٣٤٥)، المعرفة (١/ ٢١٧/ ١٨٢)، والحديث المتقدم برقم (١٨٠)].
وتقدم نقل قول الإمام أحمد قريبًا، قال: "ليس بصحيح"، لما سئل عن هذا الحديث.
وقال الدارقطني: "لا يصح" [فتح الباري لابن رجب (١/ ٤٥١)].
وقال البيهقي في المعرفة (١/ ٣٧٩): "وهذا حديث ضعيف، ضعفه: يحيى بن سعيد القطان، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين. وقال سفيان الثوري: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئًا، وقال أبو داود: حديث الأعمش، عن حبيب: ضعيف" ونقل بقية كلامه.
وانظر أيضًا الحديث برقم (١٨٠).
العلة الرابعة: أن رواية حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، عن عائشة، في قصة فاطمة بنت أبي حبيش: مخالفة لما رواه الجماعة، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة، عن عائشة: أن فاطمة بنت أبي حبيش جاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني امرأة أستحاض فلا أطهر؛ أفأدع الصلاة؟ قال: "إنما ذلك عرق، وليست بالحيضة، فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم، ثم صلي".
تقدم برقم (٢٨٢) فراجعه، فلم يقل هشام -في المحفوظ عنه-: "وتوضئي لكل صلاة، وإن قطر الدم على الحصير"، وروايته هي الصواب.
***

الصفحة 374