كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 3)

أنها قالت في المستحاضة: "تمسك عن الصلاة أيام أقرائها، ثم تغتسل لكل يوم غسلًا، وتصلي".
أخرجه الدارمي (١/ ٢٢٧/ ٨١٤)، وابن أبي شيبة (١/ ١١٩/ ١٣٥١)، وابن المنذر (١/ ١٦١ - ١٦٢/ ٥٣).
تنبيه: وقع عند ابن أبي شيبة من رواية أبي خالد الأحمر، عن المجالد وداود، عن الشعبي، قال: أرسلتُ امرأتي إلى امرأة مسروق، فسألتْها عن المستحاضة ... فذكره. والذي يظهر لي شذوذ هذه الرواية، لما في أبي خالد الأحمر من سوء الحفظ، فقد رواه شعبة عن داود وعاصم [عند ابن المنذر]، وحماد بن سلمة عن داود [عند الدارمي]، عن الشعبي، عن قمير، عن عائشة، هكذا كالجماعة بلا واسطة.
وعامر بن شراحيل الشعبي: إمام علم مشهور، وهو: فقيه أهل الكوفة.
ورواية أصحابه الكوفيين أولى من رواية البصريين، فأهل بلد الرجل أعلم بحديثه من الغرباء؛ لا سيما وفيهم: إسماعيل بن أبي خالد: أصح الناس حديثًا عن الشعبي، وقد تابعه على ذلك: بيان بن بشر، وفراس بن يحيى، ومغيرة بن مقسم، وهم من ثقات أصحاب الشعبي الكوفيين، وهم أكثر عددًا ممن خالفهم من الغرباء البصريين.
• وعلى هذا فرواية: "ثم تغتسل لكل يوم غسلًا" رواية شاذة، والمحفوظ: "ثم تغتسل غسلًا واحدًا، وتتوضأ عند كل صلاة".
• وقد اختلف على عاصم الأحول:
١ - فرواه شعبة عنه هكذا [الأوسط].
٢ - ورواه معمر بن راشد، عن عاصم بن سليمان، عن قمير امرأة مسروق، عن عائشة، أنها سئلت عن المستحاضة؟ فقالت: تجلس أيام أقرائها، ثم تغتسل غسلًا واحدًا، وتتوضأ لكل صلاة.
أخرجه عبد الرزاق (١/ ٣٠٤/ ١١٧٠).
فأسقط معمر: الشعبي من الإسناد، وجعله متنه كالجماعة.
ورواية شعبة أولى بالصواب، فإن معمر بن راشد في حديثه عن أهل العراق [الكوفة والبصرة]: ضعف، وهذا منه.
• واختلف في هذا الحديث أيضًا على إسماعيل بن أبي خالد:
١ - فرواه جعفر بن عون [كوفي: ثقة]، وأبو جعفر الرازي [صدوق سيئ الحفظ]، ووكيع بن الجراح [كوفي: ثقة حافظ]:
رووه عن إسماعيل به كما تقدم مع الجماعة [الدارمي. مسند ابن جعد] [المحلى (١/ ٢٥٢)].
٢ - ورواه معتمر بن سليمان البصري التيمي [ثقة] [في بعض النسخ: "معمر" وهو تصحيف. انظر: الإتحاف (١٧/ ٧٧٨)]، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن مجالد، عن

الصفحة 377