كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 3)

عامر، عن قمير، عن عائشة، قالت: سألتها عن المستحاضة؟ قالت: تنتظر أقراءها. . . الحديث.
أخرجه الدارمي (١/ ٢٢٣/ ٧٩٠).
فزاد مجالدًا في الإسناد بين إسماعيل والشعبي؛ فإما أن يكون إسماعيل سمعه أولًا من مجالد بن سعيد، ثم سمعه بعد من الشعبي.
وإما أن نرجح رواية بلدييه: جعفر بن عون، ووكيع بدون الواسطة؛ وهو الأقرب إلى الصواب، والله أعلم.
٣ - ورواه عمار بن مطر: نا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن قمير امرأة مسروق، عن عائشة: أن فاطمة بنت أبي حبيش أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إني امرأة أستحاض، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما ذاك عرق، فانظري أيام أقرائك، فإذا جاوزت فاغسلي، واستنقي، ثم توضئي لكل صلاة".
أخرجه الدارقطني (١/ ٠ ٢١ - ٢١١)، والبيهقي (١/ ٣٤٦).
قال الدارقطني: "تفرد به عمار بن مطر، وهو ضعيف، عن أبي يوسف، والذي عند الناس عن إسماعيل بهذا الإسناد موقوفًا: المستحاضة تدع الصلاة أيام أقرائها، ثم تغتسل، وتتوضأ لكل صلاة" [وانظر: علل الدارقطني (١٤/ ٤٣٦/ ٣٧٨٤)].
قلت: وهذا منكر؛ والمعروف ما رواه جعفر بن عون، وغيره، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن قمير، عن عائشة: موقوفًا عليها.
وأبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي: صدوق؛ تكلم في حفظه [اللسان (٦/ ٣٦٨)].
وعمار بن مطر: متروك الحديث، منكر الحديث، هالك، قال ابن عدي: "أحاديثه بواطيل"، وقال أبو حاتم الرازي: "كان يكذب"، وقال ابن حبان: "طكان يسرق الحديث" [اللسان (٤/ ٣١٦)].
وقال الدارقطني في الأفراد (٥/ ٥٥٦) (أطرافه): "غريب من حديث إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، تفرد به أبو يوسف القاضي، وتفرد به عمار بن مطر عن أبي يوسف".
• والحاصل: أن القول بأن المستحاضة تدع الصلاة أيام حيضها، ثم تغتسل غسلًا واحدًا، وتتوضأ بعد ذلك لكل صلاة: صحيح ثابت من قول عائشة - رضي الله عنها - موقوفًا عليها.
وعن عائشة فيه إسنادان آخران: ضعيفان. انظر: مسند ابن الجعد (٢٩٩٩)، سنن البيهقي (١/ ٣٥١).
***
قال أبو داود: وحديث عدي بن ثابت، والأعمش عن حبيب، وأيوب أبي العلاء: كلها ضعيفة لا تصح.

الصفحة 378