كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 3)
ودل على ضعف حديث الأعمش، عن حبيب، هذا الحديث أوقفه حفص بن غياث، عن الأعمش.
وأنكر حفص بن غياث أن يكون حديث حبيب مرفوعًا، وأوقفه أيضًا: أسباط عن الأعمش، موقوف عن عائشة.
قال أبو داود: ورواه ابن داود، عن الأعمش، مرفوعًا أوله، وأنكر أن يكون فيه الوضوء عند كل صلاة.
ودل على ضعف حديث حبيب هذا: أن رواية الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: فكانت تغتسل لكل صلاة، في حديث المستحاضة.
وروى أبو اليقظان، عن عدي بن ثابت، عن أبيه، عن علي - رضي الله عنه -.
وعمار مولى بني هاشم عن ابن عباس.
وروى عبد الملك بن ميسرة، وبيان، والمغيرة، وفراس، ومجالد: عن الشعبي، عن حديث قمير، عن عائشة: توضأ لكل صلاة.
ورواية داود، وعاصم، عن الشعبي، عن قمير، عن عائشة: تغتسل كل يوم مرة.
وروى هشام بن عروة، عن أبيه: المستحاضة تتوضأ كل صلاة.
وهذه الأحاديث كلها ضعيفة؛ إلا حديث قمير، وحديث عمار مولى بني هاشم، وحديث هشام بن عروة، عن أبيه، والمعروف عن ابن عباس الغسل.
قلت: تقدم الكلام عن هذا كله.
وأما أثر ابن عباس فسوف يأتي تحت الأثر الآتي برقم (٣٠٢)، إن شاء الله تعالى.
• ومما جاء في معنى هذا الباب؛ من الاغتسال من طهر إلى طهر، ثم الوضوء عند كل صلاة، أو في الاغتسال في كل يوم مرة، ثم الوضوء عند كل صلاة، أو ما جاء من روايات حديث فاطمة بنت أبي حبيش مما لم يسبق الكلام عليه:
١ - عثمان بن سعد القرشي الكاتب: حدثنا ابن أبي مليكة، قال: جاءت خالتي فاطمة بنت أبي حبيش إلى عائشة - رضي الله عنها - فقالت: إني أخاف أن أقع في النار، أدع الصلاة السُّنَّة والسنتين لا أصلي! فقالت: انتظري حتى يجيء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاء؛ فقالت عائشة - رضي الله عنها -: هذه فاطمة تقول كذا وكذا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قولي لها: فلتدع الصلاة في كل شهر أيام قرئها، ثم لتغتسل في كل يوم غسلًا واحدًا، ثم الطهور عند كل صلاة، ولتنظف ولتحتش، فإنما هو داء عرض، أو ركضة من الشيطان، أو عرق انقطع".
الصفحة 379
400