كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 3)
وقال أيضًا (١/ ٣٥٥): "وروي عن الحجاج بن أرطأة، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة: معنى الرواية الثانية عن عثمان بن سعد، والحجاج بن أرطاة: غير محتج به، وعثمان بن سعد الكاتب: ليس بالقوي، كان يحيى بن سعيد ويحيى بن معين يضعفان أمره".
وقد تعقب البيهقي في الخلافيات (٣/ ٤٥٠) شيخه الحاكم، فقال بعد أن حكى قوله في المستدرك: "وقد تكلم فيه [يعني: في عثمان بن سعد] غيره، وفيه لين".
ثم قال: "وقد تابعه الحجاج بن أرطأة، عن ابن أبي مليكة".
ثم أخرجه (٣/ ٤٥١/ ١٠٨٠)، من طريق: خالد بن يزيد السلمي -من أهل دمشق-: حدثني الحجاج بن أرطاة، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني مستحاضة؟ قال: "إنه ليس بالحيض، ولكنه عرق منك، إذا أقبلت أيام أقرائك، فأمسكي عليك فإذا مضت فاغتسلي، ثم اطهري لكل صلاة" يعني: الوضوء.
وحجاج بن أرطأة: ليس بالقوي، يدلس عن الضعفاء والمتروكين، ولم يصرح بالسماع، وهو كوفي، والراوي عنه دمشقي: خالد بن يزيد السلمي: روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في الثقات، لكن أبا زرعة الدمشقي ذكره في تسمية نفر متقاربين مع صدقة بن يزيد، وصدقة بن المنتصر، وصدقة بن عبد الله [تاريخ دمشق (١٦/ ٣١٧)، تهذيب الكمال (٨/ ٢١٣ - ٢١٤)، وهذا مما يدل على ضعف خالد بن يزيد السلمي هذا فإن: صدقة بن عبد الله السمين، وصدقة بن يزيد الخراساني ثم الشامي: ضعيفان، وأما صدقة بن المنتصر: فإنه لا بأس به [التقريب (٢٨١)، اللسان (٣/ ٢٢٨)، الجرح والتعديل (٤/ ٤٣٤)، الثقات (٨/ ٣١٩)].
وعلى هذا فإن كان خالد بن يزيد السلمي هذا قد تفرد به عن الحجاج؛ فإنه يستنكر من وجهين: الأول: لكونه السلمي من الغرباء -دمشقي عن كوفي-، والثاني: لضعف السلمي.
• وحينئذ فإنه لا يصح عن الحجاج بن أرطأة، ولا يقال بأن الحجاج، تابع عثمان بن سعد الكاتب على إسناده، عن ابن أبي مليكة؛ ويبقى عثمان هو المتفرد به عن ابن أبي مليكة؛ وبه يعرف.
وإن لم يكن السلمي قد تفرد به عن الحجاج، فلا نقبل متابعة الحجاج أيضًا لكونه مكثر من التدليس عن الضعفاء والمتروكين.
فالحديث منكر، والله أعلم.
٢ - جعفر بن سليمان، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، أن فاطمة بنت قيس [وفي رواية: عن فاطمة بنت قيس، قالت:] سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المرأة المستحاضة كيف تصنع؟ قال: "تقعد [وفي رواية: تعتد، وفي أخرى: تعد] أيام أقرائها، ثم
الصفحة 381
400