كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 3)

فهو حديث باطل موضوع.
٥ - محمد بن سعيد الشامي: أظنه عن عبادة بن نسي: حدثني عبد الرحمن بن غنم، قال: سمعت معاذ بن جبل، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا حيض دون ثلاثة أيام، ولا حيض فوق عشرة، فما زاد على ذلك فهي مستحاضة، فما زاد تتوضأ لكل صلاة إلى أيام أقرائها، ولا نفاس دون أسبوعين، ولا نفاس فوق أربعين، فإن رأت النفساء الطهر دون الأربعين؛ صامت وصلت، ولا يأتيها زوجها إلا بعد الأربعين".
أخرجه ابن عدي في الكامل (٦/ ١٤١)، ومن طريقه: البيهقي في الخلافيات (٣/ ٤١٩/ ١٠٦١).
سقط من مطبوع ابن عدي من الإسناد قوله: "أظنه عن عبادة بن نسي".
ذكره ابن عدي فيما أنكره على محمد بن سعيد المصلوب، وقال البيهقي: "محمد بن سعيد هذا هو الذي قتل وصلب في الزندقة، وهو متروك الحديث، وفي هذا الحديث ما قد أجمعوا على تركه".
وقال ابن حجر في الدراية (١/ ٨٤): "وإسناده واهٍ".
قلت: هذا حديث موضوع؛ محمد بن سعيد المصلوب: كذاب؛ معروف بوضع الحديث.
ورواه مختصرًا: العقيلي في الضعفاء (٤/ ٥١)، ومن طريقه: ابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٣٨٢/ ٦٣٩)، وفي التحقيق (١/ ٢٦١/ ٣٠٦).
من طريق: أسد بن سعيد البجلي، عن محمد بن الحسن الصدفي، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا حيض أقل من ثلاث، ولا فوق عشر".
قال العقيلي في الصدفي إذ أخرج الحديث في ترجمته: "ليس بمشهور بالنقل، وحديثه غير محفوظ".
وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال العقيلي: محمد بن الحسن: مجهول في النقل، وحديثه غير محفوظ، وقد رواه محمد بن سعيد المصلوب عن معاذ، وليس ذاك بشيء أصلًا".
وقال ابن حزم في المحلى (٢/ ١٩٧): "وأما خبر معاذ: ففي غاية السقوط؛ لأنه من طريق محمد بن الحسن الصدفي، وهو مجهول، فهو موضوع بلا شك".
وذهب الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- في السلسلة الضعيفة (٣/ ٦٠٤ و ٦٠٥) إلى أن محمد بن الحسن الصدفي هذا هو محمد بن سعيد المصلوب، فقال: "لا أستبعد أن يكون: محمد بن سعيد الشامي المصلوب في الزندقة". . . ثم قال: "ولا يقال: إن محمد بن الحسن الصدفي غير محمد بن سعيد الشامي، فإنه قد قيل فيه: بأنهم قد قلبوا اسمه على مائة وجه ليخفى، والراوي عنه أسد بن سعيد البجلي: غير معروف، ومن

الصفحة 385