كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 3)
المحتمل أنه الذي في اللسان [(١/ ٤٢٦)]: أسد بن سعيد أبو إسماعيل الكوفي: قال ابن القطان: لا يعرف، فيمكن أن يكون هو الذي قلب اسم هذا الكذاب".
قلت: وفي ترجمة صالح بن بيان [وهو متروك] من اللسان (٣/ ٢٠٤): "قال المستغفري: فإن أسد بن سعيد: يروي العجائب وينفرد بالمناكير، وصالح بن بيان مثله"، فلا يستبعد قول الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
• وفي النفساء أحاديث أخرى، لا يصح منها شيء، أنها إذا تطاول بها الدم اغتسلت وتطهرت ثم توضأت لكل صلاة، يأتي ذكرها والكلام عليها تحت الحديث رقم (٣١٢).
• وتختم هذا الباب بما رواه:
٦ - كثير بن عبيد: ثنا بقية، عن مقاتل، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، يرفعه قال: "المستحاضة تغتسل من طهر إلى طهر".
أخرجه ابن عدي في الكامل (٦/ ٤٣٨).
وهذا موضوع أيضًا؛ مقاتل هو ابن سليمان بن بشير الأزدي الخراساني البلخي، صاحب التفسير: متروك الحديث؛ كذاب، عده النسائي في الكذابين المعروفين بوضع الحديث [التهذيب (٤/ ١٤٣)، [التقريب (٦٠٨)، وقال: "كذبوه"].
وكثير بن عبيد: حمصي ثقة؛ معروف بالرواية عن بقية بن الوليد الحمصي، بل ومكثر عنه.
وقد خالفه في إسناده: عبيد بن جناد الحلبي [روى عنه أبو زرعة، وقال أبو حاتم: "صدوق، لم أكتب عنه". الجرح والتعديل (٥/ ٤٠٤)، وذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ٤٣٢)، وصحح له في صحيحه (٣٣٢٠ و ٧٤٥٨ و ٧٤٧٩)، وقال الهيثمي في المجمع (٩/ ١٦٢): "وهو ثقة"، ومع هذا قال ابن حجر في الدراية (١/ ٩٠): "ضعيف"، ولم أر له سلفًا في تضعيفه]، فقال: ثنا بقية بن الوليد، عن سلمة بن كلثوم، عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المستحاضة تغتسل من قرء إلى قرء".
أخرجه الطبراني في الأوسط (١/ ١٣٦/ ٤٢٦) و (٦/ ٦٦٤٣/٣٧٠)، وفي الصغير (٢/ ١٧١/ ٩٧١)، وتمام في الفوائد (١/ ٢٤٠/ ٥٧٩).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا سلمة بن كلثوم، ولا عن سلمة إلا بقية، تفرد به: عبيد بن جناد".
قلت: سلمة بن كلثوم: شامي ثقة نبيل، ورواية كثير بن عبيد الحمصي: أولى بالصواب من رواية عبيد بن جناد الحلبي، فهو أحفظ وأعرف ببقية من ابن جناد، لا سيما وهو بلديه، والله أعلم.
وبقية: مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجاهيل، ولم يصرح بالسماع.
• وخلاصة مما تقدم: هو ما قاله ابن عبد البر في التمهيد (٦/ ٥٠): "وأما الأحاديث
الصفحة 386
400