كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 3)
٢٠١ - . . . حماد بن سلمة، عن ثابت البناني: أن أنس بن مالك، قال: أقيمت صلاة العشاء، فقام رجل فقال: يا رسول الله إن لي حاجة، فقام يناجيه، حتى نعس القوم - أو: بعض القوم -، ثم صلى بهم، ولم يذكر وضوءًا.
• حديث صحيح.
أخرجه أبو داود أيضًا في مسائل الإمام أحمد (٢٠١٤)، بنفس إسناده ومتنه.
وأخرجه مسلم (٣٧٦/ ١٢٦)، وأبو عوانة (١/ ٢٢٣/ ٧٤٠)، وأبو نعيم في مستخرجه (١/ ٤١٠/ ٨٣٠)، وفيه: "ولم يدكر أنهم توضؤوا"، وابن حبان (١٠/ ٤١٠/ ٤٥٤٤)، وأحمد (٣/ ١٦٠ و ٢٦٨)، وعبد بن حميد (١٣٢٤)، وأبو بكر الأثرم في سننه (١٤٠)، وأبو العباس السراج في مسنده (٣٤)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (٩٣٦)، وأبو يعلى (٦/ ٦٠ و ٦٢/ ٣٣٠٦ و ٣٣٠٩ و ٣٣١٠)، والطحاوي في المشكل (١/ ٣١٢ و ٣١٣/ ٢٨٨ و ٢٩٠ - ترتيبه)، والبيهقي (١/ ١٢٠) و (٣/ ٢٢٤)، وابن عبد البر (١٨/ ٢٤٩).
• فائدة: قال أبو عوانة بعد هذا الحديث: "قليل النوم وكثيره يوجب [في المطبوعة: يجب] الوضوء عندي، والله أعلم".
قلت: إن عنى بقليل النوم مبادئه وهو النعاس فليس بصحيح، ومنطوق الحديث يرده، سواء من حديث قتادة، أو من حديث ثابت.
وإن عنى به ما يكون معه استغراقٌ، وزوال الشعور بالكلية؛ بحيث لو انتقض وضوؤه لم يشعر؛ فصحيح، والله أعلم.
ب - عبد الأعلى، قال: حدثنا حميد، قال: سألت ثابتًا البناني عن الرجل يتكلم بعدما تقام الصلاة؟ فحدثني عن أنس بن مالك، قال: أقيمت الصلاة فعرض للنبي - صلى الله عليه وسلم - رجل، فحبسه بعدما أقيمت الصلاة.
أخرجه البخاري (٦٤٣)، وأبو داود (٥٤٢)، والبيهقي (٣/ ٢٢٤)، والذهبي في تذكرة الحفاظ (٢/ ٦٥٤).
هكذا تفرد برواية هذا الحديث بهذا الإسناد عن حميد الطويل: عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وهو ثقة، وقد خالفه جماعة فرووه عن حميد عن أنس بلا واسطة.
قال ابن حجر في الفتح (٢/ ١٤٧): "وقول حميد: سألت ثابتًا، يشعر بأن الاختلاف في حكم المسألة كان قديمًا، ثم إنه ظاهر في كونه أخذه عن أنس بواسطة، وقد قال البزار: إن عبد الأعلى بن عبد الأعلى تفرد عن حميد بذلك، ورواه عامة أصحاب حميد عنه عن أنس بغير واسطة، قلت [والقائل الحافظ]: كذا أخرجه أحمد عن يحيى القطان وجماعة عن حميد، وكذلك أخرجه ابن حبان من طريق هشيم عن حميد، لكن لم أقف في شيء من طرقه على تصريحٍ بسماعه له من أنس، وهو مدلس، فالظاهر: أن رواية عبد الأعلى هي المتصلة".
الصفحة 5
400