كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 4)

• وهاك الحجة والبرهان:
١ - أخرج الدارقطني في سننه (١/ ٢٢٣) من طريق عبد الرحمن بن محمد العرزمي، عن أبيه، عن الحكم بن عتيبة، عن مسة، عن أم سلمة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها سألته: كم تجلس المرأة إذا ولدت؟ قال: "تجلس أربعين يومًا إلا أن ترى الطهر قبل ذلك".
قلت: وهذا حديث باطل، ليس من حديث الحكم بن عتيبة في شيء.
محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العرزمي: متروك الحديث.
وابنه عبد الرحمن: قال أبو حاتم: "ليس بقوي"، وقال الدارقطني: "متروك"، وقال ابن حبان في الثقات: "يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه"، وعده في الثقات [الجرح والتعديل (٥/ ٢٨٢)، سؤالات البرقاني (٤٤٢ و ٤٤٣)، الضعفاء والمتروكون (١٠٠ و ٣٣٩)، الثقات (٧/ ٩١)، اللسان (٣/ ٥٢١)، شرح العلل (٢/ ٨٨٧)].
٢ - أخرج البيهقي في الخلافيات (٣/ ٤٠٨/ ١٠٥٢)، من طريق: عبد الحميد بن صبيح: ثنا يونس بن أرقم، عن محمد بن عبيد الله العرزمي، عن زيد بن علي بن الحسين، عن مسة الأزدية، قالت: قلت لأم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - كم تجلس النفساء؟ قالت: قد سألته، فقال: "تجلس في نفاسها أربعين ليلة، إلا أن ترى الطهر قبل ذلك".
قلت: وهذا مثل الذي قبله.
العرزمي: متروك.
ويونس بن أرقم: قال عبد الرحمن بن خراش: "لين الحديث" [التاريخ الكبير (٨/ ٤١٠)، وقال: "كان يتشيع، معروف الحديث"، الجرح (٩/ ٢٣٦)، الثقات (٩/ ٢٨٧ - ٢٨٨)، وقال: "يتشيع"، كشف الأستار (٣٤٠٦)، قال البزار: "كان صدوقًا، روى عنه أهل العلم، على أن فيه شيعية شديدة"، تعجيل المنفعة (١٢١١)، الميزان (٤/ ٤٧٧)، اللسان (٦/ ٣٣١)، المغني (٢/ ٧٦٥)، مجمع الزوائد (٧/ ٢٣٩)].
وعبد الحميد بن صبيح: لم أر من تكلم فيه بجرح أو تعديل.
والحديث أخرجه الدارقطني في الأفراد (٥/ ٤٠٠/ ٥٨٥٦ - أطرافه)، وقال:
"غريب من حديث زيد بن علي بن الحسين، عن مسة، تفرد به يونس بن أرقم عن العرزمي عنه".
٣ - وأخرج البيهقي في الخلافيات (٣/ ٤٠٨ - ٤٠٩/ ١٥٠٣)، من طريق: محمد بن كناسة الكوفي [صدوق]: ثنا محمد بن عبيد الله، عن أبي الحسن، عن مسة، قالت: أتينا المدينة، فلقيتنا أم سلمة - رضي الله عنها -، فسألتها عن النفساء؟ فقلنا: أما سألتم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذا؟ فقالت: بلى: "تنتظر أربعين يومًا؛ إلا أن ترى الطهر قبل ذلك".
وهذا منكر: العرزمي: متروك، وأبو الحسن هذا قال البيهقي: "هو علي بن عبد الأعلى"، وإنما يرويه عن أبي سهل كثير بن زياد، عن مسة، فرجع الإسناد إليه.

الصفحة 31