كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 4)

أخرجه الطبراني في الأوسط (١/ ١٤٦/ ٤٦٢).
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن أشعث إلا أبو خالد".
قلت: والأول هو المحفوظ؛ وحديث جابر: وهم وخطأ، إما من أبي خالد الأحمر، أو من أشعث بن سوار نفسه، فإنه كان ضعيفًا، يخلط في الأسانيد.
٣ - واختلف فيه على هشام بن حسان:
أ- فرواه زائدة بن قدامة [ثقة ثبت متقن]، عن هشام، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص، قال: تمكث النفساء أربعين ليلة؛ إلا أن ترى الطهر قبل ذلك. موقوف.
[ابن المنذر].
ب- ورواه أبو بلال الأشعري، قال: ثنا أبو شهاب، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "وقت للنساء في نفاسهن أربعين يومًا".
أخرجه الحاكم (١/ ١٧٦)، والدارقطني (١/ ٢٢٠)، والبيهقي في الخلافيات (٣/ ٤١١/ ١٠٥٥)، وابن الجوزي في التحقيق (١/ ٢٦٩/ ٣١٠)، وفي العلل المتناهية (١/ ٣٨٦/ ٦٤٧).
قال الحاكم: "هذه سُنَّة عزيزة، فإن سلم هذا الإسناد من أبي بلال فإنه مرسل صحيح، فإن الحسن لم يسمع من عثمان بن أبي العاص، وله شاهد بإسناد مثله".
ثم أخرج حديث عبد الله بن عمرو المتقدم تحت الحديث رقم (٣٠٠)، وهو حديث موضوع.
وقال البيهقي: "أبو بلال الأشعري: لا يحتج به".
ثم أسند إلى الدارقطني قوله: "أبو بلال الأشعري: ضعيف" [انظر: الجرح والتعديل (٩/ ٣٥٠)، اللسان (٦/ ١٧) و (٧/ ٢٤)].
قلت: وأبو شهاب الحناط: عبد ربه بن نافع: صدوق يهم، وليس بالحافظ.
وتعقيبًا على قول الحاكم: فلم يسلم الإسناد من أبي بلال الأشعري، فإنه ضعيف، خالف فيه أحد الثقات المتقنين: زائدة بن قدامة، ومراسيل الحسن ضعيفة.
وحديث زائدة بن قدامة الموقوف: هو الصواب.
٤ - واختلف فيه على أبي بكر الهذلي:
أ- فرواه وكيع بن الجراح عنه به موقوفًا [الدارقطني. الخلافيات].
ب- وخالفه عمر بن هارون البلخي [متروك، واتهم، فرواه عن أبي بكر الهذلي، عن الحسن: أن امرأة عثمان بن أبي العاص لما تعلت من نفاسها تزينت، فقال عثمان: ألم أخبرك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا أن نعتزل النفساء أربعين ليلة.
أخرجه الدارقطني (١/ ٢٢٠)، ومن طريقه: البيهقي في الخلافيات (٣/ ٤١٣/ ١٠٥٧).
ج- وخالفهم: القاسم بن الحكم الهمذاني [صدوق فيه لين]، فرواه عن أبي بكر الهذلي، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص به مرفوعًا.

الصفحة 35