كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 4)

ولفظ أحمد: ذكرت نساء الأنصار فأثنت عليهن، وقالت لهن معروفًا، وقالت: لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجز -أو: حجوز- مناطقهن، فشققنه، ثم اتخذن منه خُمُرًا، وأنها دخلت امرأة منهن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله! أخبرني عن الطهور من المحيض؟ فقال: "نعم، لتأخذ إحداكن ماءها وسدرتها، فلتطهر ثم لتحسن الطهور، ثم تصب على رأسها، ثم لتلزق [ولتلصق] بشؤون رأسها، ثم تدلكه فإن ذلك طهور، ثم تصب عليها من الماء، ثم تأخذ فرصة ممسكة فلتطهر بها".
قالت: يا رسول الله! كيف أتطهر بها؟ فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكني عن ذلك، فقالت عائشة: تتبع بها أثر الدم.
• وهذه القطعة التي في أول الحديث والتي أفردها أبو داود في كتاب اللباس، أخرجها إسحاق بن راهويه في مسنده (٣/ ٦٨٤/ ١٢٨٠)، من طريق الحسن بن مسلم بن يناق [ثقة من رجال الشيخين]، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، قالت: لما نزلت هذه الآية: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} الآية [النور: ٣١]: أخذن أُزُرهن فشققنه من قبل الحواشي، فاختمرن بها.
ومن طريق الحسن: أخرجها البخاري في صحيحه (٤٧٥٩)، والنسائي في الكبرى (١٠/ ٢٠٢/ ١١٢٩٩) وعندهما: فشققنها، والحاكم (٢/ ٣٩٧) و (٤/ ١٩٤)، والبيهقي (٢/ ٢٣٤) و (٧/ ٨٨).
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" فوهم في استدراكه؛ إذ قد أخرجه البخاري.
وسيأتي من طريق الثوري، عن ابراهيم: قريبًا.
***
٣١٦ - شعبة، عن إبراهيم -يعني: ابن مهاجر-، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة: أن أسماء سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -، بمعناه، قال: "فرصة ممسكة" فقالت: كيف أتطهر بها؟ قال: "سبحان الله! تطهَّري بها"، واستتر بثوب، وزاد: وسألته عن الغسل من الجنابة؟ فقال: "تأخذين ماءك فتطهرين أحسن الطهور وأبلغه، ثم تصُبِّين على رأسك الماء، ثم تدلكين حتى يبلغ شؤون رأسك، ثم تُفيضين عليك الماء".
قال: وقالت عائشة: نعم النساء نساء الأنصار، لم يكن يمنعهن الحياء أن يسألْنَ عن الذين، وأن يتفقَّهن فيه.
• حديث صحيح.
أخرجه مسلم (٣٣٢/ ٦١)، وأبو عوانة (١/ ٢٦٤/ ٩٢٠ و ٩٢١)، وأبو نعيم في المستخرج (١/ ٣٧٧/ ٧٤١)، وابن ماجه (٦٤٢)، وابن خزيمة (١/ ١٢٣/ ٢٤٨)،

الصفحة 44