كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 4)

به بأس"، واختلف فيه قول الإمام أحمد فمرة يوثقه، ومرة يلينه، فيقول: "ليس به بأس، هو كذا وكذا"؛ يعني: يلينه، وممن ضعفه وبين حجته: ابن حبان، فقال: "كثير الخطأ، تستحب مجانبة ما انفرد من الروايات، ولا يعجبني الاحتجاج بما وافق الأثبات لكثرة ما يأتي من المقلوبات"، والدارقطني حيث قال: "حدث بأحاديث لا يتابع عليها"، وقد رفع من شأنه وقوى أمره جماعة من أئمة هذا الشأن، وردوا على من ضعفه مطلقًا، قال الإمام أحمد: "قال يحيى بن معين عند عبد الرحمن بن مهدي: السدي، وإبراهيم بن مهاجر: ضعيفان، فغضب ابن مهدي غضبًا شديدًا، وقال: سبحان الله! أيش ذا، وأنكر ما قال يحيى"، وفي رواية أخرى يرويها الفلاس؛ احتج ابن مهدي على ابن معين بقول سفيان الثوري، قال: "قال سفيان: كان السدي رجلًا من العرب، وكان إبراهيم بن مهاجر: لا بأس به"، وقال أبو داود: "صالح الحديث"، وقال ابن سعد: "ثقة"، وقال العجلي: "جائز الحديث"، وقال الساجي: "صدوق، اختلفوا فيه"، وقال ابن شاهين: "ليس به بأس"، فمثله لا يضعف مطلقًا بل هو وسط، صدوق، يهم ويخالف [انظر: العلل ومعرفة الرجال (١٥٦٠ و ١٥٩٥ و ٢٥١١ و ٢٥١٢ و ٣٥٨١ و ٤٧١٠ و ٤٠١٣)، سؤالات ابن هانئ (٢١٧١)، سؤالات المروذي (٨٥ و ٨٦ و ٩٧)، تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٣٤٤ و ٤٢٥ و ٥٣٨/ ١٦٦٨ و ٢٠٧٤ و ٢٦٣٢)، تاريخ ابن معين للدارمي (١٤٤)، المعرفة والتاريخ (٣/ ١٨٢)، التاريخ الكبير (١/ ٣٢٨)، الجرح والتعديل (٢/ ١٣٢)، طبقات ابن سعد (٦/ ٣٣١)، الثقات (٥/ ١٩٢)، المجروحين (١/ ١٠٢)، تاريخ أسماء الثقات (٣٥)، ثقات العجلي (٣١)، جامع الترمذي (١٨٧٤)، ضعفاء النسائي (٧)، ضعفاء الدارقطني (٢٠)، ضعفاء العقيلي (١/ ٦٦)، الكامل (١/ ٢١٣)، سؤالات الحاكم (١٨٠)، الميزان (١/ ٦٧)، من تكلم فيه وهو موثق (٩)، المغني (١/ ٤٩)، إكمال تهذيب الكمال (١/ ٢٩٥)، التهذيب (١/ ٨٨)، التقريب (٦٤)، وقال: "صدوق لين الحفظ"، وغيرها].
وهذا الحديث قد توبع إبراهيم بن مهاجر على أصله: تابعه منصور بن عبد الرحمن الحجبي [ثقة، أخطأ ابن حزم في تضعيفه. التقريب (٦١٢)، المحلى (١/ ١٠٤)]، عن أمه صفية بنت شيبة، عن عائشة، قالت: سألت امرأة النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف تغتسل من حيضتها؟ قال: فذكرت أنه علمها كيف تغتسل، ثم تأخذ فرصة من مسك فتطهر بها، قالت: كيف أتطهر بها؟ قال: "تطهري بها، سبحان الله! " واستتر [واستتر بثوبه]، قال: قالت عائشة: واجتذبتها إليَّ، وعرفت ما أراد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: تتبعي بها أثر الدم. لفظ مسلم.
وفي رواية للشيخين: "خذي فرصة ممسكة فتوضئي بها".
أخرجه البخاري (٣١٤ و ٣١٥ و ٧٣٥٧)، ومسلم (٣٣٢/ ٦٠)، وأبو عوانة (١/ ٢٦٥/ ٩٢٣ - ٩٢٥)، وأبو نعيم في المستخرج (١/ ٣٧٧/ ٧٣٩ و ٧٤٠)، والنسائي (١/ ١٣٥ - ١٣٦ و ٢٠٧ - ٢٠٨/ ٢٥١ و ٤٢٧)، وابن حبان (٣/ ٤٧٢/ ١١٩) و (٣/ ٤٧٤ / ١٢٠٠)، وأحمد (٦/ ١٢٢)، وإسحاق (٣/ ٦٨٤/ ١٢٧٩)، والشافعي في الأم (٢/ ٩٥/ ٩٩)، وفي

الصفحة 48