كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 4)

وقال مالك: إني لأظن حديث سعيد بن المسيب: من ظهر إلى ظهر، إنما هو: من طهر إلى طهر، ولكن الوهم دخل فيه.
ورواه مِسوَر بن عبد الملك بن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع، قال فيه: من طهر إلى طهر، فقلبها الناس: من ظهر إلى ظهر.
وفي نسخة: من ظهر إلى ظهر، فَلَقِنَها الناس: من طهر إلى طهر.
• أما قول ابن عمر:
فوصله الدارمي (١/ ٢٢٧/ ٨١٥)، قال: أخبرنا مروان، عن بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان يقول: المستحاضة تغتسل من ظهر إلى ظهر. قال مروان: وهو قول الأوزاعي.
قلت: مقاتل بن حيان: بلخي؛ ثقة.
وبكير بن معروف: قاضي نيسابور، نزيل دمشق، ليس به بأس، وفيه لين [التهذيب (١/ ٢٥٠)، التقريب].
ومروان: هو ابن محمد الطاطري: دمشقي، ثقة إمام.
قلت: فهو إسناد حسن غريب، ومثله لا يثبت؛ فإنه إسناد مدني، ثم بلخي، ثم دمشقي، لم يعرف في المدينة عن نافع المدني على كثرة من روى عنه من الثقات.
• وأما قول أنس: فلم أعثر عليه.
• وأما رواية داود بن أبي هند وعاصم بن سليمان الأحول، عن الشعبي؛ فإنها شاذة، وتقدم بيان ذلك تحت الحديث رقم (٣٠٠).
وقوله هنا: "عن امرأته" زيادة شاذة، تقدم بيان شذوذها تحت الحديث رقم (٣٠٠).
• وأما قول سالم:
فوصله ابن أبي شيبة (١/ ١٣٦٣/١٢٠)، بإسناد صحيح.
• وأما قول الحسن البصري؛ في المستحاضة: تغتسل من صلاة الظهر إلى صلاة الظهر من الغد.
فوصله الدارمي (١/ ٢٢١ و ٢٢٧/ ٨١١ و ٨١٢)، وابن أبي شيبة (١/ ١٢٠ / ١٣٦٩).
بإسنادين صحيحين إلى الحسن.
• وأما قول عطاء:
فوصله الدارمي (١/ ٢٢٧/ ٨١٣)، مقرونًا مع الحسن البصري بإسناد ضعيف.
• وأما قول مالك:
فقد تقدم بيان صحة هذه الرواية عن ابن المسيب.
قال ابن عبد البر في الاستذكار (١/ ٣٤٤): "وكان مالك يقول: ما أرى الذي حدثني به: من ظهر إلى ظهر؛ إلا قد وهم.

الصفحة 7